شدد وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش علي ضرورة أن تقدم الولاياتالمتحدة "معلومات كاملة" حول اتهامها بالتجسس علي الهاتف المحمول للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل. وأكد الوزير في تصريحات لصحيفة "بيلد ام سونتاج" الألمانية أنه "إذا ثبت قيام أمريكيين بالتنصت علي هواتف المواطنين الألمان فإن هذا يعد خرقا للقانون الألماني علي الأراضي الألمانية وهو جريمة يجب محاسبة من قاموا بها". من جانبه أكد رئيس وزراء النمسا فيرنر فايمن أن بلاده تأخد المعلومات حول تنصت وكالة الأمن القومي الأمريكية علي ميركل "علي محمل الجد". وأوضح فايمن أن القمة الأوروبية الأخيرة في بروكسل ناقشت قضية التنصت بشكل مكثف وأن كل القادة الأوربيين يدعمون المبادرة التي أطلقتها ألمانيا وفرنسا لمطالبة واشنطن بالكشف عن أبعاد القضية حتي حلول شهر ديسمبر المقبل. وأشار فايمن إلي أهمية "وجود تنسيق أوروبي والتصرف بالقوة الملائمة" وشدد فايمن علي "أهمية إعادة بناء علاقة الثقة بين الولاياتالمتحدة وأوروبا لمصلحة الجانبين" رافضا استمرار بقاء هذه الاتهامات دون توضيح. من جهة أخري كشفت فيه صحيفة لوموند الفرنسية عن قيام بعض العاملين بوكالة الأمن القومي بالتجسس علي أزواجهم وزوجاتهم. وأوضحت الصحيفة أنه وبناء علي طلب خطي من سيناتور ولاية ايوا الجمهوري تشارلز جراسلي نشرت الوكالة في سبتمبر الماضي قائمة تضم 12 موظفا مدنيا وعسكريا اعترفوا باستخدام أدواتهم المهنية للتجسس علي أقاربهم. وفي واشنطن شارك نحو 4500 أمريكي في مظاهرة أمام مبني الكونجرس نظمتها حملة "توقفوا عن مراقبتنا" التي تضم ائتلافا واسعا من الناشطين وجماعات الحقوق المدنية من بينهم اتحاد الحريات المدنيية الأمريكي وجماعة "احتلوا وول ستريت" للاحتجاج علي برامج التجسس الحكومية والمطالبة بإقرار قانون لإصلاح هذه البرامج. وقدم المتظاهرون إلي الكونجرس عريضة وقعها عبر الانترنت اكثر من 575 الف شخص تطالب "بكشف الحجم الكامل لبرامج التجسس لوكالة الأمن القومي" المكلفة باعتراض الاتصالات علي انواعها. واجتذبت المظاهرة محتجين من أقصي طرفي الطيف السياسي حيث سار انصار التحرر الليبرالي جنبا إلي جنب مع أعضاء حركة حزب الشاي المحافظة رافعين لافتات كتب عليها "شكرا سنودن" و"أوقفوا الأخ الأكبر" وأطلقوا هتافات من بينها "وكالة الأمن القومي يجب أن ترحل" و"أوقفوا الحكومة السرية وكفوا عن التجسس وكفوا عن الكذب".
