علاء عبدالوهاب في أعرق الديمقراطيات، حين يتعلق الأمر بالأمن القومي، فلا حديث يعلو فوق مصلحة الوطن وأمنه وتماسكه. رأينا ذلك في بريطانيا، وأمريكا، وفرنسا، وفي غيرها، هناك يظهر رئيس الدولة أو الحكومة ليؤكد بوضوح أنه لا تسامح أو مهادنة مع من يعيث فساداً أو يتجاوز القانون تحت أي حجة أو ستار. إرهاب الإخوان وعربدتهم تجاوزت كل الحدود. محاولات الاحتواء أو التوصل إلي صيغة للتوافق، والتصريحات المؤكدة علي أن المصالحة واستيعاب الجميع تمثل أحد ملامح المرحلة، كل ذلك لم يزدهم إلا طغياناً وبغياً وعنفاً ضد الجميع. القتل أصبح خبراً يومياً، واستمرار الاعتصامات صار أمراً معتاداً، والاشتباكات المسلحة و»جر الشكل« بات طقساً مألوفاً علي دمويته ومرارته، في مواجهة هذه المخاطر والتهديدات أصبحت »الطبطبة« مرفوضة تماماً. الذين يدفعون مصر باتجاه سيناريو سوريا، أو إعادة إنتاج المشهد الجزائري لا تجدي معهم النصيحة، ولا التحذير، لا شيء إلا تفعيل القانون بترسانته الكفيلة بردع كل من تسول له نفسه، وشياطينه وأهواؤه، العبث بأمن الوطن، ووحدته، ومستقبل أبنائه. مضي »وقت الطبطبة« وأي تقاعس عن مواجهة الإرهابيين لا يعني إلا مزيداً من الانفلات، مادام القائم علي فرض سيادة القانون يراهن برغم كل ما يحدث علي أن الكلمة الطيبة تجدي مع هؤلاء. آن لسلاح القانون أن يصوب علي كل من يهدد الأمن القومي، قبل الانزلاق إلي هاوية بلا قرار. مزيد من »الطبطبة« ترف لا تحتمله مصر، ولن يرتضيه أهلها بعد الآن.