إذا كان الإخوان حزينين علي حالهم اليوم.. فإن الأشد حزنا منهم هم الأمريكيون والإسرائيليون.. وهو حزن يرجع إلي الاحباطات التي أصابت حكومة نتيناهو وأوباما لضياع الفرصة التي كانت سانحة أمامهم في تنفيذ مخططاتهم بالمنطقة. الشعب المصري قال كلمته في نهاية حكم تيار الإسلام السياسي رغم كل الدعم الأمريكي له.. امتلك المصريون إرادتهم.. خيبة أمل أمريكية كبيرة بعد أن كانت أحلامهم قاب قوسين من التحقق وتخوف إدارة أوباما ونتنياهو اليوم.. أن يكون تخلص المصريين من حكم المتأسلمين بداية للقضاء علي أي نظام حكم إسلامي في المنطقة. أمريكا كانت متمسكة بحكم الإخوان لحين تحقيق أهدافها، وتسعي حينذاك للقضاء عليه.. كان هدفهم الأول استغلال وجود الإخوان في توقيع اتفاق الخزي والعار بين إسرائيل والعرب باسم السلام.. وانتهاز فرصة سعي تيار الإسلام السياسي للتمكن من الحكم بأي ثمن وتقديم تنازلات كبيرة لحل القضية الفلسطينية.. هذا الأمل كان معقودا لدي الأمريكان والإسرائيليين بعد نجاح الإخوان وحركة حماس في اختبار العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة.. وهو عدوان كان مقصودا ومتعمدا لاختبار تعهدات الإخوان الأمريكان لضمان الالتزام بالسلام وأمن إسرائيل والاستعداد للتوصل لاتفاق سلام. أما الهدف الثاني لأمريكا بعد التوصل لاتفاق سلام، إحياء نعرات طائفية، واتهامات لمصر برعاية الإرهاب ودخول مصر في دوامة خوض أو حرب أهلية تكون نتيجتها تقسيم البلاد حسب مخطط الفوضي الخلاقة.. أمريكا حزينة.. لانهيار حكم الإخوان قبل توقيع اتفاق السلام الفلسطيني الإسرائيلي، وضياع فرصة إحداث الفوضي وانهيار مصر؟!