من حق الدكتور محمد مرسي أن يكون له مؤيدون وأن يحتفل معهم وبهم كلما حقق إنجازا علي طريقته وطريقتهم, ولكن, ما هو الداعي لحشد أنصاره ومجاهديه في لقاء يبث فيه دعوات للاصطفاف والاستعداد القتالي ورسائل قيل إنها للشعب وأثيوبيا وأفريقيا بسبب سد النهضة الأثيوبي ؟ تتشابه مع نداء' ع القدس رايحين شهداء بالملايين' التي أنهت المعركة مع اليهود باستاد القاهرة وحصارهم للعدو في الدرجة الثالثة شمال إلا إذا كان استعدادهم لموقف الرئيس من سد النهضة إنذارا لمظاهرات30 يونيو في واحدة من أكبر صور الغباء السياسي في التعامل مع المشهد المصري. في مركز المؤتمرات كان الرئيس يتحدث عن اصطفاف من أجل مصر, ومؤيدوه يقولون في لقاءات تلفزيونية إنهم جاءوا للدفاع عن الشرعية وتأييد الرئيس بالدم وأنهم لن يسمحوا لأحد بالخروج عليه وهددوا باحتلال الميادين وتأديب خونة' التمرد', الرئيس يتكلم عن أثيوبيا الشقيقة وأفريقيا الصديقة, وأتباعه يتحدثون عن الجهاد والقتال والمواجهة ليس هذا مهما ولكن, ماذا فعل الرئيس؟ ببساطة شديدة خاطبهم واطمأن علي استعدادهم ثم نزل من سيارته دون حراسة وصعد علي سلمها علي طريقة نجوم السينما لتحيتهم والشعور بالأمان بينهم, مثلما خرج لمؤيديه من الأهل والعشيرة أمام الاتحادية في23 نوفمبر الماضي بينما كان الشعب غاضبا وثائرا ومعتصما في الميادين وكانت النتيجة أحداث أول ديسمبر الدموية في غزوة' النستو' الشهيرة. ويكرر أولو الأمر مشاهد الإنقسام مع إضافة بهارات' الجهادية' ومكسبات طعم' العفو الرئاسي' وتهديدات إعادة' تمرد' إلي الجحور بنكهة عاصم عبد الماجد وتخويفات حماس برائحة مهدي عاكف والحشد بطريقة إرشاد المقطم لإكمال الخلطة السحرية للرئيس وجماعته ليس بمراوغات وخداع السد الأثيوبي كما يزعمون ولكن للجهاد من أجل السلطة, وهي خلطة مهما تكن الآليات التي تحافظ علي صلاحيتها وسلامتها ستفسد بفعل الغضب الشعبي الذي يستطيع الرئيس تجريبه وتذوقه بالنزول إلي باقي فئات الشعب. وبينما كانت الترتيبات التي أعد لها سلفا ووضعت بدقة بداية من التوجه لمكان اللقاء ونزول الرئيس أمام الكاميرات كانت كلماته تدوي بالدعوة للحشد والاصطفاف والمصالحة, طيب الحشد وعرفناه, والاصطفاف وهذا حقه علي عشيرته, فما هو الداعي للمصالحة مع إقصاء الآخر ودون أجندة محددة أو جدول زمني للتنفيذ وعدم اطلاع الرأي العام علي ما يتفق عليه وتجاهل تنفيذ مطالب المعارضة وهل كان علي المعارضين والغاضبين أن يذهبوا إليه حاملين أكفان التوبة السياسية مرتعدين من مجاهديه, خائفين من ثواره المنقولين من محافظاتهم للمصالحة بطريقة الهجوم علي اعتصام الثقافة. وأري أن' الجماعة' تعيد سيناريوهات المخلوع وأتباعه ولكن بمزيد من التغابي السياسي وتجاهل الشعب الغاضب وهذا لا يعني إلا الدم وهو ليس' غريبا' علي تاريخها وليس' غاليا' علي من يتحكم فيه الغضب والأيام قادمة! [email protected] رابط دائم :