تعيش مصر هذه الأيام مرحلة صعبة شعارها التشكيك في كل شيء حتي وصلت الي الامن القومي المصري الذي يعتبره المصريون الخط الاحمر الذي يجب عدم الاقتراب منه وهو دائما مجمع المصريين حوله. خاصة في حالة الاحساس بالخطر عليه وهذا كان يحدث علي مدار تاريخ مصر, وان مايحدث في منتهي الخطورة علي البلاد التي تعاني من ازمات اقتصادية واجتماعية وامنية ولايمكن القضاء علي كل هذه الافات الا بتوافق المصريين ووقوفهم حول حكوماتهم لانجاز هذه المهام العضال, فلا يعقل أن نستمر دائما في النظر الي نصف الكوب الفارغ دون النظرة المتعمقة للكوب ككل الذي يجب ان نستكمل باقي الكوب بالعمل الدؤوب لنمو ونهضة مصر. إن لغة التشكيك وتبادل الاتهامات بين المؤيدين والمعارضين للسياسات القائمة في مصر ادت الي تضليل الرأي العام واصبحت الحقيقة مشوشة وغائبة وان من اهم اسباب انتشار التشكيك وزيادته خلال الآونة الاخيرة عدة اسباب منها. اولا: الفضائيات المأجورة المعروفة بتوجهاتها والممولة من الخارج او من الفلول لزعزعة استقرار مصر والتي يسعي مقدمو برامجها الي الاثارة والتشكيك في حدث وتوجيه الراي العام ضد الحقيقة لاهداف يجب ان تكشف للرأي العام مثل من هم اصحاب تلك القنوات ومن اين اتوا باموالهم ومن يقف خلفهم ومن الذي لديه القدرة ان يمنح مذيعا واحدا في القناة اكثر من عشر ملايين جنيه والاعلانات الموجودة لاتكفي لايجار الكاميرات والاستديوهات والسيارات والخدمات الانتاجية حيث تتكلف الحلقة الواحدة اكثر من نصف مليون جنيه واحيانا تصل الي مليون جنيه في حالة الاجور المرتفعة, ومن العجائب ان هؤلاء الذين يحصلون علي الملايين نفس الاشخاص والاسماء التي كانت تعمل مع النظام الفاسد البائد وتحصل منه علي الملايين لان هؤلاء المنافقين الذين ياكلون علي الموائد ويتلونون مثل الحرباء مع كل بيئة تعيش فيها فأنصح المواطن المصري من خلال هذه السطور القليلة ان يضع امامه مصلحة البلد واستقراره قبل الاقتناع برأي الافاقين الذين سيتركون مصر فورا في حال حدوث شيء لاقدر الله لانهم يملكون الملايين التي تجعلهم يعيشون في منتهي السعادة في اي دولة في العالم وسيتحمل النتائج كلها الفقراء والذين لايملكون الا قوت يومهم. ثانيا: المتحولون واصحاب الاصوات العالية من اهم اسباب انتشار ظاهرة التشكيك في مصر وهم دائما يدعون انهم ثوار والثورة بريئة منهم وهم ممن ركبوا امواج الثورة ثم انقلبوا عليها وبدأوا في احداث الفتن والقلاقل وهل تناسوا ان المواطنين شاهدوهم علي الهواء وهم يحرضون المواطنين وشباب الثورة علي الجيش في احداث محمد محمود وماسبيرو والان يحاولون اثارة الوقيعة بين الجيش والاخوان والجيش والشعب واذا اتيحت لهم الفرصة للانقضاض علي الجيش لفعلوا اذا وجدوا من سيدفع اكثر. ثالثا: عدم وجود رؤية واضحة من الحكومة لتبصير الرأي العام وتقديم الحقيقة واضحة امامه كاملة وان سرعة الاعلان والتوضيح تخلق الثقة بين المواطن وحكومته ويفشل محاولات التشكيك. واقول للمشككين والمتحولين اين حلولكم البديلة والمقبولة التي يرضي عنها المواطن ويمكن تنفيذها بدلا من لغة التشكيك التي تنتج القلق وعدم الاستقرار وفشل النمو وهجرة الاستثمار وانتشار البطالة والتفكك الامني وانتشار البلطجة التي تؤرق المواطن, والمهم ليس نوعية السياسات التي تشككون فيها انما الاهم ترك الفرصة لهذه السياسات للعمل لكي نري نتائجها حتي نستطيع الحكم عليها وأحب ان أوضح نقطة اخري لهؤلاء المشككين ان المصريين يتمتعون بذكاء فطري ولن تخيل عليهم ألاعيبكم التي ستنكشف امام الرأي العام وستكونون في مزبلة التاريخ لان من يحب مصر يخاف عليها ويسعي لاستقرارها وان الله سيحمي هذا التراب الطاهر مهما فعل المشككون وسلمت مصر وشعبها وستبقي قوية رغم كيد الكارهين. [email protected]