يعيش المواطن هذه الأيام حالة من القلق وعدم الاتزان لعدم الرؤية الواضحة والتخوف من المستقبل خاصة بعد الأحداث والقرارات التي صدرت أخيرا مثل حل مجلس الشعب وإصدار وزير العدل قرار الضبطية القضائية للشرطة العسكرية والمخابرات الحربية. وتأخر إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية التي عرف الناس ملامحها ولكن ستظل النتيجة النهائية في يد اللجنة العليا وهذا من أسباب فزع المواطن وخوفه. وقد وقع المحللون وضيوف الفضائيات في مشكلة أنهم انساقوا وراء كل هذه المشاكل وتناسوا أهم شيء وهو نجاح التجربة الديمقراطية في مصر والتي أول شروطها الاحتكام للصندوق واحترام ارادة الناخبين أيا كان الفائز الذي يمكن أن يترك الحكم ويأتي أخر من خلال اعلاء مبدأ الديمقراطية عادت مصرفي عصر الديكتاتورية وعودة إلي الأنظمة الاستبدادية وبقاء السلطة في يدها وعلي الاساتذة الذين تستضيفهم القنوات الفضائية أن يعوا أن مصر فوق كل اعتبار إذا كان لديهم الانتماء وأن يجنبوا مصالحهم الشخصية التي يمكن أن تنهار مع انهيار النظام الديمقراطي وكفانا تخويفا للشعب المصري ولابد أن يعرفوا وأن المارد خرج من القمقم ولن يعود إليه. إن المشهد السياسي تأثر بعدة عوامل منها حكم المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب وعدم دستورية قانون العزل وفي ذلك دفع لبعض الأحزاب والقوي الثورية لدعم مرسي رغم الاختلافات الايديولوجية بينهما وجاء ذلك احساسا بأن الثورة تم القضاء عليها وأن نظام مبارك لم يسقط. ومن العوامل الأخري انعدام الثقة بين القوي الثورية والمواطنين في اللجنة العليا بعد رفضها منح نسخة من كشوف الناخبين خاصة وأن ذلك سلوك يحدث لأول مرة وأن ذلك كان احدي ملاحظات المنظمات العالمية لمراقبة الانتخابات وأعلنت أن اللجنة تعمل لمرشح علي حساب الآخر وأن كل هذه الملاحظات لاتعنيني بقدر ما يعنيني الحفاظ علي أول تجربة ديمقراطية في مصر وأن نضع مصر أمام الجميع وأن ننسي الأفراد ونحافظ علي أركان الدولة وأن ننسي التحزب من خلال تلك الفترة ونعود إلي التوحد حول استقرار وبناء مصر الحديثة لمواجهة النظام القديم الذي يسعي إلي العودة بقوة إلي الحكم. [email protected]