عندما سمعت عن مبادرة تنظيم الإعلام( حرية تساوي مسئولية) بدر إلي ذهني انها مبادرة موجهة ضد الاعلام الرسمي القومي خاصة بعد تأملي الاسماء المشاركة في المبادرة فوجدتها من الاعلام المستقل والفضائيات الخاصة. أو ممن خرجوا إلي المعاش منذ عشرات السنين او من كان لهم خلاف مع الاعلام الرسمي لخلافات شخصية تتعلق بالعمل والأجور, وان هذا الشك الذي يراودني يستند إلي مبادرة سابقة واتفاقية بين الصحف المستقلة والفضائيات الخاصة من اجل القضاء علي الاعلام الرسمي والتشكيك فيما يقدمه لزعزعة الثقة بينه وبين الشعب المالك للإعلام ومصدر قوته, وكان واضحا ذلك في نوعية الضيوف المترددين علي الشاشة وكأن مصر ليس بها متحدثون غير هؤلاء إلي جانب عدد كبير من المعدين من هذه الصحف المستقلة. وإذا كانت هذه المبادرة حقيقية وترعي مصلحة الوطن هل تراعي الظروف الصعبة للشعب المصري الذي لا يجد لقمة العيش وهذا الإعلام الذي جري وراء الاثارة علي حساب هذا الشعب خاصة ان هناك علامات استفهام علي عدد من الاعلاميين المشاركين في المبادرة وتوجهاتهم. وقد تناولت المبادرة انشاء هيئة مستقلة للبث المرئي والمسموع لاخراج الاعلام من يد الدولة إلي يد أفراد معدودين لا يمثلون الشعب المصري ولا إعلامييه وهذا معناه رأسمالية اعلامية متوحشة تضع الاعلام في يد افراد يعملون لصالح اصحاب رءوس الأموال الذين يستطيعون ان ينشئوا لهم قنوات يحصلون منها علي الملايين مقابل العمل فيها وان هؤلاء يعملون لصالح الرأسماليين لا مصلحة الفقراء. وقد اعجبني رأي الاستاذ حازم غراب في العاشرة مساء عندما علق علي المبادرة قائلا ان هناك نماذج اعلامية ناجحة يملكها الاف الأشخاص فمنعت احتكار بعض الأفراد لصالح الشعب وهذا جعلها اكثر حرية وموضوعية اعلامية. ومن وجهة نظري ان هذه المبادرة تهدف إلي تدعيم الاعلام الفردي الأناني الذي يكون لمصلحة افراد علي حساب المجتمع ككل وكيف يحاسب اعلامي زميلا له وعضوا معه في المبادرة؟. إلي جانب المعارك الإعلامية التي تنشب بين القنوات التي ينتمي إليها اصحاب المبادرة والاعلام الرسمي والاعلام الذي يتعارض مع توجهات اصحاب المبادرة التي في ظاهرها الرحمة وفي داخلها العذاب وكان من الأفضل أن تكون مستقلة بعيدا عن العاملين في الفضائيات وتكون من اساتذة كليات الإعلام والسياسة وخبراء الإعلام حتي تكون مبادرة حقيقية لا يدور حولها اي شك وتكتسب ثقة الشعب دافع الضرائب. وكيف ينظر للاعلام المصري اعلاميون يتقاضون ملايين الجنيهات في الوقت الذي لا يملك المواطن ثمن رغيف العيش. وان اخطر ما في المبادرة هي الهيئة المستقلة التي تفرض سؤالا علي اصحاب المبادرة من يستطيع حماية الأمن القومي وعدم اختراقه؟ والذي انتهكته العديد من الفضائيات خلال الفترة الماضية من خلال الاثارة والنفخ في النار في قضايا اثرت في استقرار البلاد والاعلام ملك الدولة. فكيف سيكون حال البلاد في ظل هيئة مستقلة الدولة وليست رقيبة عليها؟ وهذا معناه الترحيب بفوضي اعلامية هائلة يمكن ان تدخل البلاد في نفق مظلم. ولدي سؤال اخر هل تستطيع هذه الهيئة ان تتحكم في اعلام الشباب الحر علي مواقع التواصل الإجتماعي؟ ولدي جملة واحدة لاصحاب المبادرة: اصلحوا من انفسكم قبل ان تنظروا للآخرين واتقوا الله في هذا البلد الذي تربيتم فيه.... وعجبي علي إعلام مصر!........ [email protected]