تشهد محافظة بني سويف حالة انفلات طبي غير مسبوق استغل فيها اطباء العيادات الخاصة احتياج الأهالي والاطفال للعلاج في ظل اصرار مديرية الصحة علي عدم استغلال الوحدات الصحية المطورة المنتشرة في جميع قري ومراكز بني سويف لعلاج الأهالي والفقراء وتزويدها باطباء علي مستوي عال ويقتصر عملها علي دفتر حضور وانصراف لطبيب نادرا ما يوجد. يأتي ذلك في الوقت الذي وضع فيه اصحاب العيادات الخاصة قوانينهم التي فرضوها علي جميع دون اي تحرك من مديرية الصحة التي دخل وكيلها في سبات عميق تجاه العمليات الجراحية التي تجري بالمخالفة للقانون في مئات العيادات ببني سويف وكذلك وضع تسعيرة للكشف تعدت المائة جنيه في القري لافقيرة ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل ترك مسئول الصحة بالمحافظة اهمال اطباء العيادات الخاصة دون رادع فالعيادات مليئة بالحشرات والقاذورات والاسرة مليئة بالدم والمخاطر وحفاظات الاطفال بل وتجد العيادة الواحدة تعج بمئات المرضي بل ويقف الباقي منهم في الشارع منتظرين دورهم للكشف بعد ان تخلت عنهم مديرية صحة المحافظة. وقال هنيدي زكي فلاح من قرية الميمون: نقوم بشد رحالنا من القري التي نقطنها إلي عيادات الاطباء بمدينة بني سويف بعد صلاة الفجر لنستطيع ان نلحق بالكشف الطبي علينا في مساء نفس اليوم ونأخذ معنا الطعام والشراب ونفترش اي مكان بمدخل عمارة عيادة الطبيب أو الشارع نظرا للزحام الشديد بالعيادات وعدم تواجد اماكن بها للانتظار ويصل الأمر لمبيت العديد منا بالشارع ليلحق دوره في الكشف بعد ان تخلت عنا وحدات الصحة بقرانا وتوافد المئات بل الالاف علي تلك العيادات قاصدين العلاج. اضافت عايدة قرني ربة منزل قائلة: غالبا ما انتظر انا والعديد من الامهات باطفالنا في الشارع حتي يأتي الطبيب الذي لايدخر جهدا في المحافظة علي عدم تنظيف عيادته المليئة بحفاظات الاطفال والحشرات وغالبا ما يصاب الاطفال في اعادة الكشف بمرض جديد بسبب عدم النظافة وتزاحم الاطفال وعدم وجود تهوية مناسبة وكأن الاطباء يقصدون ذلك من أجل زيادة الدخل الخاص بهم والاصعب من ذلك بان بعض اطباء الاطفال يستخدمون الاشعة للكشف علي رؤس الاطفال حتي ولم يتعد اربعين يوما من عمره من أجل جذب الفلاحين للكشف عنده وهو ماينذر بكارثة علي صحة الأطفال. وبدأت فاطمة محمد ربة منزل حديثها قائلة نحتاج للسرنجة في قرانا ولانجدها بسبب غلق الوحدات الصحية ليلا نهارا ونضطر لتحمل كل ما يفعله بنا اصحاب العيادات الخاصة لدرجة انهم يقومون بإجراء العمليات الكبيرة لنا في تلك العيادات وهو ما يتسبب في انتشار امراض الكبد وغيرها بين فلاحي القري ولكن ما باليد حيلة فلو لم نذهب لهم فعلينا ان نواجه الموت أو حجز مكان بثلاجة المستشفيات العامة بالمحافظة ونطالب رئيس الجمهورية بالنظر بعين العطف لصحة الفلاح التي تقف مديرية الصحة ببني سويف حائلا دون ان يقف علي قدمه, من جانبه أكد الدكتور عبدالوهاب محمد رئيس إدارة العلاج الحر والتراخيص بان الإدارة معنية بحصر وترتيب وتنظيم العمل بالمستشفيات والعيادات الخاصة ومعامل التحاليل والغسيل الكلوي, وهو ما يسمي بالقطاع الطبي الخاص والدور الذي نقوم به هو معاينة المكان وترخيص اذا كان مطابقا للمواصفات وبعد ممارسة العمل نتابع العمل داخل تلك الاماكن فإذا كانت تتماشي مع النظم واللوائح والقوانين نتركها تعمل اما في حالة المخالفة نقوم بإنذار تلك العيادات وبعد15 يوم نقوم بإصدار قرار باغلاقها وفجر عبدالوهاب مفاجأة حينما أكد ان إدارة العلاج الحر لا تتدخل في ممارسات الاطباء اصحاب العيادات الخاصة من اعداد الكشوفات التي يقبلها في اليوم ومواعيدها وكذلك ليست لنا علاقة بتحديده لسعر الكشف بالعيادة حتي المستشفيات الخاصة نكتفي بنشر التسعيرة التي تحددها فقط لمرتاديها. وفيما يتعلق بإجراء العمليات الجراحية بالمخالفة للقانون داخل العيادات الخاصة اكد ان هناك50 قرارا لغلق تلك العيادات وننتظر لاستقرار البلد وعودة الأمن لتنفيذ تلك القرارات. وناشد عبدالوهاب الاهالي بتقديم شكاوي لمديرية الصحة وعدم الصمت والسكون في حالة مخالفة اي طبيب لمهنة الطب داخل عيادته حتي نستطيع ان نتخذ معه الإجراءات القانونية.