فوجئ الأب ذات صباح بابنه عمرو يطلب منه التوجه معه إلي منزل إحد جيرانهم بالمنطقة لكي يتمكن من رؤية الفتاة التي يحبها, ويريد أن يرتبط بها, بعد علاقة حب دامت لأشهر بين الفتاة والابن الذي لا يملك من الحياة شيئا سوي مشاعره وأحاسيسه تجاه محبوبته. كان الأب عاقلا.. رابط الجأش.. قرير العين دائما, وكانت هذه هي سماته حتي في أحلك الظروف المادية والاجتماعية التي تمر بها الأسرة, حيث كان سكونه وهدوؤه دافعا لتشجيع ابنه علي أن يقص عليه القصص, ويحكي له عن قصة الحب التي تربطه بالفتاة, لأنه كان يأمن رد فعله الهادئ. كان عمرو الطالب بالمرحلة الثانوية, الذي لم يبلغ العشرين من عمره بعد, يعشق محبوبته منال بلا حدود بعد أن تملكه إحساس أنه لن يستطيع إكمال حياته بدونها, حيث أصبح صوتها أول ما يسمعه عند استيقاظه من النوم, كذلك آخر صوت يسمعه, وكانت هي من النوع الذي يبدي مشاعر حميمة تجاهه, وسقطت في هواه, واستحوذ حبه علي قلبها. وكانت المشكلة الرئيسية التي تعترض الفتي الحالم هي قلة حيلته, وضيق ذات اليد, لكنه بعد أن اتفق مع الفتاة علي الارتباط وقضي هو وهي أياما جميلة من الحب, بدأت الخلافات تدب بينهما عقب فتور مشاعرهما. كان الأمر غريبا في بدايته, لكن بعد أن اكتشف صراعا خفيا حدث بينه وبين طالب زميله علي الفتاة التي أخطأ بأن حكي له عن قصة حبهما, وبدأ في مغازلتها والاستحواذ علي قلبها إلي أن أبلغته بأن هناك شخصا آخر ظهر في حياته. بدأ الصراع بين الحبيبين يشتد حيث بدأ بالألفاظ الخارجة والشتائم في المكالمات الهاتفية, ثم تطور إلي مشادات كلامية بينهما وجها لوجه إلي أن بدأ غريمه محمد(18 سنة) في التوحش حتي وصل الأمر إلي مرحلة الانتقام بالقتل. وفي إحدي المرات بدأت بينهما مشادة كلامية كالعادة تطورت إلي مشاجرة استطاع خلالها عمرو التغلب علي غريمه بالضربات واللكمات حتي أدمي جبهته وأنفه, وتفجرت الدماء منهما كالسيل بعد أن سدد له عدة ضربات قوية بيده التي تشبه المطرقة, مما أدي إلي غضب محمد بشدة وقام علي وجه عاجل بالاتصال بشقيقه الأصغر( أحمد 16 سنة) الذي أتي علي عجل مسرعا بدراجته النارية, خاصة بعد أن قام أصدقاء شقيقه وزملاؤه بالاتصال به. كان الحي الشعبي بمنطقة المطرية يكتظ بالمارة الذين آثروا عدم التدخل لفض المشاجرة بين الشباب, وكان كل من في المنطقة يشاهدون ما يحدث في صمت وحوقلة وهمهمة حتي ظهر ذلك العدو الداعم لشقيقه, وفجأة انقض الشقيقان علي الشاب عمرو وراحا يسددان له اللكمات والركلات, وقد أخرج محمد مطواة من بين طيات ملابسه وسدد لعمرو طعنة نافذة في الصدر لقي مصرعه علي أثرها ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله المستشفي, بعد أن حاول المسعفون بسيارتهم البائسة اللحاق بروحه قبل أن تخرج إلي بارئها. وبمجرد أن لفظ الشاب أنفاسه أرسل مستشفي الحسين الجامعي إشارة إلي اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة ليتم تشكيل فريق بحث تمكن من ضبط الشقيقين, وبمواجهتهما بأقوال الشهود والمارة اعترفا بارتكابهما الواقعة بسبب الاختلاف حول الفوز بقلب فتاة كانت سببا في إشعال الفتنة بينهما حتي كانت نهاية أحدهما علي يدي الآخر ليلقي حتفه في سبيل الحب. تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي أمرت بحبس المتهمين وتولت التحقيق.