السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا عايز أتكلم في موضوع؛ بس مش عارف أبدأ منين.. في البداية لم يكن لي بهذه الفتاة أية صلة؛ غير أننا زملاء، وكنت معجباً بصديقتها، وحاولت أن أتكلم مع صديقتها؛ لكنني رفضت هذه الفكرة من البداية؛ برغم إلحاح صديقي عليّ، وتركت المركب تمشي، وبعد فترة عرفت أن الفتاة التي أُعجِبت بها تمّ خطبتها لابن عمها؛ فشعرت بالحزن قليلاً؛ ولكني لم أبالِ. وبعد ذلك، وبحكم الزمالة كنت أنا وزميلتي (صديقتها) نساعد أحدنا الآخر في مجال الدراسة، وفي نفس الأسبوع حدثت لي ظروف اضطررت معها للسفر؛ فاتصلت بي وكانت أول مرة تحادثني بصوتها الملائكي الذي جذبني، وبعد هذه المكالمة تواعدنا أن نكون على اتصال دائم. وبعد هذا الاتصال بأسبوع تغيّبَتْ هي عن دراستها، وبدافع الفضول حاولت معرفة سبب غيابها، وعندما اتصلت بها أخبرتني أنها مريضة؛ فكنت أحادثها يومياً للاطمئنان عليها، إلى أن تعوّدت على صوتها.. وبعد فترة زاد ارتباطي وإعجابي بها؛ لدرجة أنني لا بد أن أراها كل يوم أو أسمع صوتها. وفي يوم اتصلتُ بها وأخبرتُها أنني معجب بها، وأنني أحبها وأريدها أن تبقى معى إلى الأبد، وفوجئت بقولها: إنني أحبك مثل أخي؛ وخاصة في هذه المرحلة.. وهذا جعلني أنجذب لها أكثر. وفي هذه الفترة زاد تعاملي مع زميلاتها، وكلهم بنفس جمالها.. وعندما كنت أُخبرها أن هناك مؤتمراً أو اجتماعاً، أريدها أن تحضر معي؛ فإنها تعتذر، ثم تسألني: هل فلانة وفلانة معك؟ وزادت هذه الأسئلة في الآونة الأخيرة؛ مما جعلني أشكّ أنها تغار عليّ ولا تريدني أن أتحدث مع غيرها. فماذا أفعل معها؟ وما هذا السلوك الذي تتّبعه معي، هل هو غيرة أم ماذا؟ وهل هي بدأت تفكّر بي وتفكّر في كلامي؟ المصرى العاشق اسمح لي أن أكون صريحة معك تماماً، وأعتقد -من خلال كلامك وأنك في مرحلة جامعية- أنك لم تصل للعشرين من عمرك بعد؛ لأن كل ما تقول وتفعله يوحي بهذا، كما أنك تتكلم عن أنكم جميعاً زملاء في الدراسة؛ أي أنك لا تزال في سن المراهقة.. ولكن مع الأسف أنت لست مراهقاً فقط؛ بل مراهق كبير. فأنت تتقلب وتتأرجح كما الموج، تحب واحدة، وعندما تُخطب تُبدّل مشاعرك وتتجه لصديقتها، ولم تتعلق بالأولى إلا لأنها فتاة جميلة. ولو تمعّنّا؛ فخطبة الفتاة الأولى لابن عمها، يبين أنها لم تكن تشعر بك من الأساس، أي أن كل هذه الأمور أوهام في عقلك أنت فقط. وحتى عندما انتقلت من الأولى للثانية، وقعْتَ في حبها لمجرد أنك سمعت صوتها الملائكي في الهاتف، ثم قرّرت أنت أنه لا بد أن تكونا على اتصال دائم، والفتاة فَعَلَتْها من باب الزمالة ليس إلا؛ ولهذا عندما عرضْتَ عليها حبك، قالت لك إنها تحبك مثل أخيها. ألا يكفي أن تصدّك فتاة وتقول لك إنك مثل أخيها؟ هل يعني هذا أن تزداد انجذاباً إليها؛ بدلاً من أن يُبعدك هذا عنها، ويجعلك تُحَدّد علاقتكما؟! هذا يدلل مرة أخرى على المراهقة، وعلى فكرة عدم تقبّلك للرفض، وأن الممنوع مرغوب لديك. ثم ها هي نظرة أخرى تدلل على أن مشاعرك لم تنضج بعد يا عزيزي؛ فها أنت تنظر إلى صديقاتها؛ فلا تجد بهن ما تقارنه بفتاتك إلا الجمال السطحي؛ فهل الجمال هو كل شيء يجذبك إلى الفتيات؟ إما لجمال الوجه مرة، وإما للصوت الملائكي أخرى؟؟ لم أرَكَ تقول عن واحدة إنها على خلق، أو على دين، أو أعجبني فيها عقلها.. هل الجمال هو المقياس الوحيد لك في المرأة؟ عزيزي، أولى علامات النضج أن يُقيّم الإنسان الآخرين بناء على عدة أمور أهم من مجرد الجمال السطحي؛ ولكنك مع الأسف لم تُعِر هذه النقطة أي اهتمام من الأساس. عزيزي أنت شاب صغير متعطش للحب ومتعجّل له؛ فاستحوذَت هذه الأفكار عليك؛ فأصبحتَ تُفسّر سؤالها إن كانت فلانة معك أو غيره، على أنه غيرة عليك. والحقيقة أنها أسئلة عادية؛ فقد كانت الفتاة صريحة معك منذ البداية، وأخبرَتْك أنك مثل أخيها؛ ولكنك مرة أخرى ترسم قصة حب في خيالك، والحقيقة أن الفتاة تتعامل معك كصديق وزميل ليس إلا. ما أستطيع قوله لك في النهاية هو: انتبه لدراساتك يا عزيزي حتى تنضج أحاسيسك ومشاعرك، وتصبح قادراً على التمييز بين الحب الحقيقي الذي يؤدي إلى بناء أسرة جيّدة، واترك هذه الفتاة وغيرها حتى تكون في الطريق السليم. وتأكد أنه عندما يأتي الحب ستعرف -دون سؤال- أنك تحب وتُحَب، وستجد ذاتك وقتها على الطريق السليم.