ايوه يا باشا أنا حرقت شقتهم زي ما حرقوا قلبي ورفضوني هكذا جاءت اعترافات الشاب البائس سيدذي ال18 عاما أمام رجال المباحث بعد أن جن جنونه برفض أسرة محبوبته لطلبه الزواج منها. فأحرق مسكن اسرتها بعد أن عاش معها قصة حب ملتهبة اتفق خلالها الحبيبان علي الزواج ولكن حالت اسرة الفتاة دون تحقيقهما حلمهما السعيد فكانت نهايته في قفص الاتهام بدلا من عش الزوجية. عاش الفتي الحالم سيد حياة سعيدة بين أسرته بحلوان بعد أن رزقه الله بفرصة عمل تمكن عن طريقها من تأمين مستقبله, حيث يمتلك كشكا بمنطقة15 مايو. تفتحت عينا سيد علي فتاة يافعة من جيرانه, ناهد التي يكبرها بعامين كان يرمقها بنظرات الاعجاب منذ أن كانت في المرحلة الاعدادية وهي تنمو وتترعرع وتزداد أنوثتها طغيانا أمام عينيه. لاحظت الفتاة نظرات الاعجاب من الفتي الرومانسي تجاهها فبدأت تبادله إعجابا بإعجاب حتي بدأ كل منهما يعبر للآخر عن مشاعره واحاسيسه وتوالت الأيام وبدا الحبيبان ينجذبان لبعضها ويجد كل منهما نفسه في الآخر فإتفقا معا علي الارتباط والزواج. حتي جاء اليوم المنشود بعد أن إرتدي الفتي أفضل ثيابه وتوجه إلي أسرة الفتاة حتي يتحقق حلمه الذي انتظره لسنوات وعندما علمت الفتاة بقدومه رقص قلبها فرحا وبدأت تفكر في الأمر وتوجست خيفة من شقيقها الذي كان رافضا للعريس وحاولت هي تنحية رأيه جانبا وجعله الأقلية بين افراد الأسرة بعد نجاحها في استمالة والدتها التي حاولت إقناع الأب الذي بدا راضخا في بداية الأمر. وصل العريس المأمول والتقي الأسرة ونال اعجاب الأم وتقبله الأب مرغما ولكن قوبل برفض شديد من الابن الذي أخبر اباه بأن العريس غير مناسب بالمرة لشقيقته و انه يري في احد اصدقائه العريس المناسب الذي يملك مقومات الزواج. وكان رفض سيدبمثابة الصدمة للعريس الذي شعر أن الدنيا تجري من حوله بسرعة الطائرة وانه لا يكاد يري امتارا أمامه وكاد يقع أكثر من مرة علي سلالم مسكن حبيبته وهو يجر ثياب الألم وخيبة الأمل والرجاء وحملته قدماه بالكاد إلي منزله. وصل سيد إلي فراشه وإرتمي باكيا علي سريره الذي مكث به اسبوعا كاملا بعد ان أصيب بحالة اكتئاب وإحباط غير مسبوقة. وعلي الرغم من أن الله قد حبا سيد ببعض أصدقائه الطيبين الذين استطاعوا اخراجه من حالته النفسية السيئة إلا أن الشيطان ونفسه الامارة بالسوء سولا له مصادقة الفاسدين الذين نصحوه بالضغط علي الجناح المعارض في الأسرة وهو شقيق محبوبته, وبالفعل رضخ الفتي العاشق لنصيحة اصدقائه الشياطين وبدأ في تهديد شقيق محبوبته بالرسائل والمكالمات الهاتفية عبر التليفون المحمول وأنه سيحرق مسكن الأسرة بمن فيه إذا لم يوافقوا علي زواجه من إبنتهم. في البداية لم يعر عصام شقيق ناهد تهديدات الفتي أي اهتمام واعتبر سيد شابا مخبولا لا أكثر ولا أقل وكان يضحك دائما من افعاله وتصرفاته معه قائلا: يا ابن المجنونة, واحيانا كان يرد عليه ولا تقدر تعمل حاجة. وفي ساعة متأخرة من إحدي ليالي العيد استيقظت الأسرة علي صراخ الجيران وإستغاثاتهم ليكتشفوا إشتعال النيران بباب شقتهم مخلفة كميات كبيرة من الدخان حجب الرؤية في أرجاء الشقة واصيبوا جميعا بالاختناق وكادت النيران تمسك بمحتويات الشقة إلا أن الجيران استطاعوا إخماد النيران ونجا من في المنزل من الحرق. تذكر عصام تهديدات سيد له بإحراق مسكنه وعلي الفور توجه إلي قسم شرطة15 مايو لتحرير محضر للعاشق المخبول يتهمه رسميا بإحراق مسكنه بعد تهديداته التي لم تنقطع. وعلي الفور تحركت قوة من مباحث قسم شرطة15 مايو لتلقي القبض علي المتهم الذي اعترف امام المقدم إيهاب سعيد رئيس المباحث بجريمته وأكد انه سكب البنزين علي باب الشقة وأشعل النيران به لحرق مسكن الأسرة التي أحرقت قلبه بعد أن فرقت بينه وبين معشوقته برفضها زواجه من ابنتهم. تم تحرير محضر بالواقعة واحيل الفتي العاشق إلي النيابة التي تولت التحقيق.