انهي أيمن إجراءات استخراج بطاقته الشخصية الجديدة بعد أن فقد حافظة نقوده أثناء وقوفه في طابور الخبز منذ أيام وكان ساخطا بشدة إلا أن السرعة غير المتوقعة في انهاء إجراءات استخراجها جعلته سعيدا للغاية بعد شعوره بان اشياء بدأت تتغير في مصر عقب ثورة25 يناير. طرق أيمن باب شقته بطريقته المعتادة وكأنه طبال يعمل في أحد الملاهي الليلية بشارع الهرم حتي أتاه الصوت من الداخل أيوه يازفت كفاية سمعنا وإذا به والده الذي فوجيء به قابعا في المنزل بعد أن عاد مبكرا من العمل وكان منشغلا في بعض الأوراق التي يستكمل فحصها. فتح الأب الباب لابنه ودخل أيمن متظاهرا بالخجل مما فعله وهو الذي بدأ يسلك طريق الهدي والتدين بعد أن أعلن توبته عن التدخين وتعاطي المخدرات ومصادقة المنحرفين من أصدقاء السوء بعد أن انجرف معهم في طريق الشيطان وظل لسنوات هكذا حتي كاد يفقد حياته في المشاجرات المستمرة معهم. جاءت الأم علي عجلة من أمرها وطلبت من أيمن أن ينزل سريعا ويقوم بتغيير أنبوبة البوتاجاز التي كانت قد فرغت منذ أيام واستبدلت الأم بها الأنبوبة الاحتياطية الأخري والتي تخشي أن تفرغ فجأة وتتوقف الحركة في المطبخ تماما. وعلي الفور انصاع الابن العشريني إلي طلب والدته وحمل الأنبوبة ومد يده إلي والده طالبا الأموال الكافية لاستقلال تاكسي إلي مكان منفذ توزيع الأنابيب مما دعا والده إلي السخرية منه والضحك وأعطاه ما طلبه قائلا له ياريت تشبع. هرول أيمن إلي الشارع وفوجيء وهو في طريقه إلي منفذ بيع الأسطوانات بسيارة محملة باسطوانات البوتاجاز ويقوم سائقها بتوزيعها في الشوارع المحيطة بصحبة شابين يعتليان صندوق السيارة أحدهما يقوم بحمل الأنابيب وانزالها علي رءوس واكتاف الزبائن والآخر يحاسبهم ممسكا بالأموال حصيلة البيع وتجمع حولهم نفر من الناس. توجه أيمن ناحيتهم طامعا في فرق الأموال التي كان سيدفعها ان ذهب إلي المنفذ وحينما سأل عن سعر الأنبوبة وجدها أعلي من سعرها العادي بمقدار الضعف وهنا بدا معترضا بشدة علي هذا الاستغلال المادي لحاجة الناس ووجه كلاما ونقدا لاذعا للشاب الذي كان يناديه الزبائن ببزازة. بدأ الشاب يعترض ورد أيمن الصاع صاعين وسرعان ما تطورت المشادة الكلامية إلي مشاجرة وتشابك بالايدي ولم يفلح تدخل المارة في فضها وكانت لأيمن الغلبة في الهجوم علي خصمه بعد أن وثب في الهواء موجها له عدة لكمات انهكته وسقط علي أثرها أرضا والدماء تسيل من بين شفتيه وسرعان ما وثب واقفا متحفزا للانقضاض علي غريمه وإذا به يخرج سلاحا أبيض مطواة من بين طيات ملابسه ويسدد بها عدة طعنات لأيمن الذي سقط أرضا غارقا في دمائه. تجمع المارة ولاذ المتهم أمير الشهير ببزازة بالفرار واختفي عن الأعين وحاول المارة اسعاف الشاب المسكين ولم ينتظروا سيارة الاسعاف وقاموا بنقله إلي مستشفي شبرا العام والذي خرج تقريره الطبي يفيد بانه مصاب بجرح طعني أعلي الفخد الأيسر وجرح طعني آخر بالصدر وجروح تهتكية متعددة بالقدمين وتوفي اثناء اسعافه متأثرا باصابته. وقع خبر مقتل الشاب علي والديه كالصاعقة وهرع جميع أقاربه إلي المستشفي وأهالي منطقته الذين تجمعوا ولسان حالهم يقول لا حول ولا قوة لا بالله ربنا يرحمه راح بسبب أنبوبةوباخطار اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة ومن خلال التحريات التي باشرها العميد عصام سعد مدير المباحث الجنائية أمكن التوصل إلي المتهم وباعداد الأكمنة تمكن ضباط مباحث قسم شرطة شبرا من ضبطه وبحوزته السلاح المستخدم في الجريمة وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة بسبب خلافات بينه وبين المجني عليه حول سعر أسطوانة الغاز. تم تحرير محضر بالواقعة واخطرت النيابة التي أمرت بحبس المتهم علي ذمة التحقيق.