ايه اللي عملته ده يا محمد انت قتلت أخوك عبارة قالتها أم ثكلي في لحظة غاب عنها نور الشمس وأظلمت الدنيا في وجهها لتسقط بعدها مغشيا عليها اثر اصابتها بانهيار عصبي وفقد خلالها الأب النطق وتسمر في مكانه. بعد أن شاهدا نجليهما يقتل أحدهما الآخر بدم بارد بسبب فتاة لتفقد الأم القدرة علي الكلام ويرقد الأب في غرفة العناية المركزة بالمستشفي بينما يقبع المتهم داخل زنزانة في السجن. عاشت الأسرة الصغيرة المكونة من الأب والأم وابنيهما حياة سعيدة بعد أن من الله عليهم بالمال واتخذوا من فيلا بالتجمع الخامس بمدينة القاهرةالجديدة مسكنا فالأب رجل أعمال والأم جامعية تفرغت لتربية ابنيها فالأول خالد طالب في كلية الصيدلة والثاني طالب بكلية الهندسة باحدي الجامعات الخاصة. عاش الشقيقان معا ولكن كان لكل منهما هفواته بالجامعة فرغم أن والدهما رجل عصامي بني نفسه بالكد والعرق إلا أن وفرة المال غررت بهما وكانا يرتعان ويلعبان في الجامعة بدلا من التركيز في تحصيل العلم والتعلم ودخل الحقد قلبيهما بعد أن ظهرت نتائج التربية غير السوية عليهما. وفي صباح اليوم المشئوم دخل الشقيقان في مناقشة ساخنة اثر معاتبة خالد لشقيقه محمد له علي أفعاله المشينة خاصة بعد أن علم بصداقته لفتاة بالجامعة نصحه بالابتعاد عنها لأنها سيئة السمعة بين زملائهما حيث أخبره بأن الجميع يتحدثون عن تلك العلاقات المتعددة التي سبقت علاقتها به وان هذه الفتاة لا تعرف الحب ولكن تصادق الطلاب من أجل أموالهم وأنه أصبح مغفلا بعد أن وقع في فخ هذه الفتاة اللعوب. لم يتحمل محمد هذه النصائح وشعر بأنها اهانة في حقه خاصة وانها أتت له علي مرأي ومسمع من والديهما فأسرع إلي المطبخ وأحضر سكينا وطعن به خالد عدة طعنات ليتخلص من نصائحه إلي الأبد حيث لقي شقيقه مصرعه بين يدي والده بعد أن باءت كل محاولات إنقاذ فلذة كبده بالفشل بعد أن منعه كبر سنه من حمله إلي المستشفي ولفظ خالد الابن الأحب إلي قلب والديه انفاسه الأخيرة بين يدي والده وما ان سمعت الأم الهرج والمرج والضوضاء بالخارج أثناء وجودها بالمطبخ حتي خرجت مسرعة متلهفة بعد أن خفق قلبها بشدة لتجد فلذة كبدها غارقا في دمائه يصارع الموت والآخر يده ملطخة بدماء شقيقه ممسكا بالسكين الذي يقطر دما علي الأرض لتسقط فور رؤيتها المشهد الأليم وتنطق بآخر عباراتها ايه اللي عملته ده يا محمد انت قتلت أخوك لتفقد الوعي غير قادرة علي النطق وكأن الكلام جف في حلقها. وعلي الفور تجمع الجيران وامسكوا بالطالب عديم المشاعر والأحاسيس وقاموا بنقل شقيقه إلي المستشفي لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله إليه بثوان وكذلك نقلوا الأم والأب المكلومين فالأب يرقد في العناية المركزة والأم طريحة أحد الأسرة بلا همس وهي فقط تنظر بشرود إلي الأطباء والممرضات وكأنها فقدت عقلها. وبابلاغ الأهالي اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة بالواقعة كلف نائبه اللواء حسن السوهاجي بتشكيل فريق بحث ليتم اكتشاف ملابسات الواقعة بعد أن سلم الأهالي المتهم إلي قسم شرطة القاهرةالجديدة ويعترف أمام فريق البحث بجريمته الشنعاء حيث أقر بأنه كان دائم التشاجر مع شقيقه خالد وقام من قبل بتحطيم سيارة شقيقه أمام الفيلا بسبب خلاف مالي نشب بينهما وانه نشأت بينه وبين احدي زميلاته بالجامعة علاقة عاطفية فظن شقيقه المجني عليه أنه قد يتزوجها فحاول أن ينصحه بالابتعاد عنها لسوء سلوكها لأنه يعرف أخلاق هذه الفتاة وسمعتها السيئة بين زملائها ولكن شعر المتهم بأن شقيقه يغار منه فجن جنونه بعدما وصف شقيقه معشوقته بانها سيئة السمعة ولها صداقات مع آخرين بخلافه وأبلغه بانه كان مرتبطا بها من قبله وتركها لانه اكتشف انها لا تصلح زوجة أو حبيبة له فقام بقتله والتخلص منه بعدة طعنات سددها له بسكين المطبخ. وباحالته إلي نيابة القاهرةالجديدة برئاسة وائل الدرديري أمر بحبسه علي ذمة التحقيق ليظل مشلول الإرادة داخل زنزانته تطارده لعنة الأهل وروح شقيقه الذي راح ضحية رعونته وحقده الأعمي وسوء تربيته بعد أن اتخذ من الشيطان خليلا.