تسبب مسئولو مصنع السكر بكفر الشيخ في كارثة بيئية بكل ما تحمله الكلمة من معني بعد أن قاموا بإلقاء آلاف الأطنان من البنجر التالف بجوار المصنع ونتج عن ذلك تسرب كميات كبيرة من المياه نتيجة فساد البنجر, مما جعل الأرض الفضاء المجاورة للمصنع عبارة عن بؤرة تلوث كبيرة وأصبحت مرتعا للكلاب الضالة والحمير, والأدهي من ذلك هو قيام المسئولين بتصنيع الكميات نصف التالفة لتعويض الخسائر حتي أن أي شخص يمر بجوار المصنع أثناء التصنيع يشم رائحة البنجر الفاسد والتي تختلف عن الرائحة الطبيعية المميزة للبنجر الطازج. وقال محمد الشحات( سائق نقل) إن القاء هذه الكميات من البنجر الفاسد بجوار المصنع شئ لايصدقه عقل خاصة أن المسئولين بالمصنع هم السبب في هذه الكارثة التي تضر البيئة وتتسبب في كوارث صحية لاحصر لها لعدم توفير سيارات نقل أو جرارات لنقل البنجر من اراضي صغار المزارعين وتسبب ذلك في قيامهم بتكديسه علي الطرق لفترات طويلة دون أن يتم نقله فتعرض للتلف بسبب حرارة الجو, ويقوم المصنع بقبول البنجر التالف هذه الأيام بنصف ثمنه ثم يقومون بإلقائه بجوار المصنع متسائلا: من المسئول عن هذه الخسائر المادية والبيئية؟ وأشار خالد خفاجي( مهندس زراعي) إلي أن إلقاء آلاف الأطنان من البنجر الفاسد في حرم المصنع جريمة ما كان يجب أن تحدث في هذا الوقت الذي نسعي فيه جميعا بعد انتخاب الرئيس واستقرار الأوضاع, إلي بدء سياسة جديدة في العمل تعتمد علي الجدية والاخلاص وبدلا من ترك البنجر حتي يفسد ثم إلقائه بهذا الشكل بجوار المصنع كان يجب نقله بعد حصاده مباشرة, لكن المسئولين يسارعون بنقل محصول كبار المزارعين علي حساب صغارهم واتحدي أي شخص يثبت أن هناك بنجرا قد فسد لاحد كبار المزارعين والنتيجة هي خسائر مادية كبيرة للمزارعين البسطاء وخسائر مادية كبيرة للمصنع وكارثة بيئية وكل ذلك من أجل عيون الكبار. وأكد سعيد خليل( مهندس زراعي) أن أكوام البنجر الفاسد أصبحت مرتعا للكلاب الضالة والحمير التي تأتي من الأماكن المجاورة لتتذوق ما لذ وطاب من القاذورات وتضيف إليها مزيدا من التلوث, لافتا إلي أن الكارثة الأكبر هي قيام مسئولي المصنع بتصنيع الكميات نصف التالفة من المحصول حتي لاتزداد الخسائر مما يزيد الطين بلة, موضحا أنه من أهم اسباب ذلك, هو زراعة كميات كبيرة من البنجر تفوق طاقة المصنع وهو ما يتطلب ضرورة التنسيق في بداية الموسم الزراعي بين المصنع ووزارة الزراعة لتحديد كميات البنجر المطلوبة زراعتها محملا الوزارة مسئولية اتلاف البنجر لقيام مسئوليها برفع أيديهم عن كل ما يتعلق بالمحصول. المهندس أحمد رمزي وكيل وزارة الزراعة بكفر الشيخ ونقيب الزراعيين بالمحافظة أكد أن الزراعة حرة ومن حق أي مزارع زراعة ما يحلو له عدا محصول الأرز الذي يتم تحديد مساحاته, مشيرا إلي أنه في حالة طلب مسئولي المصنع تحديد مساحات معينة من البنجر سنقوم بالتنسيق معهم شريطة أن يتم اصدار قانون بذلك من وزير الزراعة حتي يمكن معاقبة الفلاح الذي يزرع مساحة أكبر من المطلوب. من جانبه أكد المهندس جلال الغريب مدير مصنع السكر بكفر الشيخ أن المصنع عندما يأخذ البنجر التالف من الفلاح رغم عدم صلاحيته للتصنيع إنما يأتي ذلك لمساعدته وتعويضه عن خسائره رغم أن المصنع غير مسئول عن تلف البنجر لأن المزارعين قاموا بالحصاد قبل الموعد الذي يحدده المندوب رافضا التعليق علي الكارثة البيئية الناتجة عن إلقاء البنجر الفاسد بجوار المصنع.