يبدو أن مشاكل المزارعين مع مصنع سكر البنجر بكفرالشيخ لن تنتهي , فالمصنع الذي أنشئ عام1979 بخط إنتاج واحد ووصل حاليا إلي العمل بثلاثة خطوط. ليستوعب إنتاج أكثر من120 ألف فدان بنجر. مازالت مشاكله كما هي منذ بداية انشائه حتي الآن, ورغم المؤتمرات والندوات التي لا تنتهي بمقر المصنع بمنطقة الزاوية وغيرها من الأماكن وآخرها المؤتمر الذي عقد منذ ما يقرب من شهرين بقرية الخاشعة ببلطيم وتم فيه الاتفاق علي عدم زراعة المحصول إلا بعد تنفيذ شروط المزارعين التي تتلخص في تحرير عقد جديد من صورتين تظل احداهما مع الفلاح والأخري بالمصنع ويتضمن العقد تحديد مواعيد للزراعة, وأخري للحصاد مع إمكانية متابعة الفلاح للميزان وقياس نسب السكر والشوائب وغيرهما, ورغم تهديد الفلاحين بعدم زراعة البنجر إلا بعد تنفيذ هذه الشروط من خلال العقد الجديد إلا أن ذلك لم يحدث علي الاطلاق ومازال العقد القديم بشروطه التي يمليها المصنع علي الفلاح قائما, ورغم ذلك فان اعدادا كبيرة من المزارعين قاموا بالتوقيع علي العقد القديم حتي لا تفوت فرصة الزراعة في العروة الأولي التي تبدأ في شهر أغسطس من كل عام, آملين أن تلتزم الشركة ويمثلها مصنع السكر بالاتفاق الذي تم العام الماضي بحضور المهندس أحمد زكي عابدين محافظ كفرالشيخ والكيميائي عبدالحميد سلامة رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا للسكر, ووافق فيه الأخير علي طلبات المزارعين يقول ياسر مندور المشرف العام علي جمعيات منتجي البنجر ان من أهم المشكلات التي كان يعاني منها المزارعون مع شركة الدلتا للسكر هي قيام مسئولي المصنع بتحرير عقد إذعان من طرف واحد يقوم الفلاح بالتوقيع عليه وتركه في المصنع وبالتالي لا يلتزم المصنع بأي شيء تجاه الفلاح, ونتيجة لذلك فانه عندما يأتي وقت الحصاد تتدخل الواسطة والمحسوبية, في عمليات الحصاد ويقوم كبار القوم بالحصاد, قبل صغار المزارعين فنري ما نراه كل عام من تكدس كميات كبيرة جدا من محصول البنجر علي الطرقات العامة وفي الشوارع حيث يقوم المصنع المسئول عن نقل المحصول بتوفير السيارات والجرارات الزراعية للكبار دون الصغار الذين يضطرون إلي نقل المحصول إلي الطريق انتظارا للفرج حتي يقوموا بزراعة المحصول التالي لمحصول البنجر, كما أن المحصول نفسه له مدة يمكث فيها بالأرض وينتج عن نقل المحصول إلي الطرق العامة والشوارع تعرضه لحرارة الشمس الحارقة أن تتعرض كميات كبيرة جدا من المحصول للتلف مما يؤدي إلي خسائر فادحة للمزارعين حتي أنهم اتخذوا قرارا بعدم زراعة البنجر إلا إذا تم تحرير عقد من صورتين يتضمن تحديد مواعيد ثابتة للزراعة وأخري للحصاد لكل مزارع يتم الالتزام بها مع الجميع وأوضح حسام الدين عبدالفتاح محرم أحد المهتمين بزراعة البنجر ان من أهم المشكلات التي واجهت المزارعين خلال السنوات الماضية هي طريقة التعامل الغريبة معهم من قبل مسئولي المصنع حيث لا يستطيع الفلاح حضور الميزان ولا تقدير نسب السكر والشوائب علي عكس باقي المحاصيل مثل القمح والقطن والأرز وغيرها, يحضر الفلاح كل ما يتعلق بمحصوله من البداية مثل الميزان والفرز وتحديد السعر, وخلافه, بينما بالنسبة للبنجر نقوم بتسليم المحصول وبعد ذلك يأتي مندوب المصنع ليقدم لنا شيكا بالثمن ولا نستطيع حتي الاعتراض عليه, لذا طالبنا بضرورة أن يتضمن العقد الجديد بنودا تضمن معرفة الفلاح لكل شيء يتعلق بمحصوله منذ بداية تسليمه حتي الحصول علي المقابل المالي ويؤكد خالد حسن خفاجي مهندس زراعي بالإدارة الزراعية بالرياض ان مصنع السكر سيكون الخاسر الوحيد في حالة امتناع المزارعين عن زراعة البنجر وفي حالة حدوث ذلك سيندم مسئولو شركة الدلتا للسكر أشد الندم خاصة أنهم لم يقدموا ما يشفع لهم عند الفلاح ولو فعلوا ذلك لتكالب الجميع علي زراعة البنجر, موضحا أن كل المحاصيل الزراعية ترتفع أسعارها إلا البنجر فان أسعاره تعود إلي الوراء والدليل علي ذلك أن سعر طن البنجر للعروة الأولي وصل إلي450 جنيها منذ سنوات وحاليا200 جنيه للطن في حين أن سعر طن السكر تضاعف ثلاث مرات خلال السنوات الأخيرة فأصبح المصنع يأخذ البنجر من الفلاح بثمن بخس ويبيعه بأسعار مرتفعة, مشيرا إلي أن المصنع يحقق أرباحا تزيد علي مليار جنيه في السنوات الأخيرة وعلي الرغم من أن الفلاح هو الأساس في هذا كله فإنه لا يحصل علي خمس حقه.