مشكلة تكدس البنجر وعدم قدرة المصانع علي استيعاب كمياته المتراكمة.. تضاعفت وتفاقمت هذا العام ووصلت الكميات إلي آلاف الأطنان.. نتيجة عزوف المزارعين عن زراعة القطن لانخفاض أسعاره في العام الماضي، وتفضيلهم عدم حصاد المحصول في الموعد المحدد، والانتظار حتي يزداد المحصول مع طول بقائه في الأرض.. مما أدي إلي تداخل محصول العروتين المبكرة والمتوسطة، بالإضافة كما يحدث كل عام إلي تعجل مزارعي العروة المتأخرة في جني المحصول.. عملا علي اللحاق بالميعاد المناسب لزراعة الأرز مما أدي إلي تداخل محصول العروة المتأخرة مع العروة المتوسطة. الأمر الذي تسبب في تكدس البنجر وعدم قدرة المصانع علي استيعاب كل هذه الكميات المكدسة من البنجر. وفي محاولة لرصد شكوي المزارعين التقينا ببعضهم ومنهم مصطفي الغمراوي الذي أكد أن وسائل نقل محصول البنجر التابعة لشركة السكر.. انشغلت بنقل محصول البنجر الخاص بمصنع بنجر السكر في النوبارية.. مما أدي إلي تراكم محصول البنجر لدي مزارعي محافظة كفر الشيخ خاصة سيدي سالم وبالتالي ظهور المشكلة التي عاني منها المزارعون.. وأنهم اضطروا إلي تأجير عربات لنقل محصولهم بأسعار مبالغ فيها، مثلت لهم أعباء إضافية تتراوح مابين عشرة جنيهات إلي 03 جنيها في نقل الطن، وهذا عبء كبير علي الفلاح خاصة أن الفدان ينتج حوالي 03 طنا تخصم من عائد الفدان الذي يصل إلي 11 ألف جنيه تقريبا. ويقول حسن أبو خضر فلاح : إن السبب الرئيسي لمشكلة تكدس محصول البنجر.. هو عدم التزام المزارعين بموعد التسليم الذي تعاقدوا عليه مع الشركة.. حيث فضل المزارعون أن يتركوا المحصول دون حصاد لفترة أكبر حتي يزداد وزنه ويحصلون علي ربح أكبر من ورائه. المهندس إيهاب عبدالمجيد مدير الزراعة في مصانع الدلتا لسكر البنكر أوضح أن ظهور المشكلة ليس بسبب انشغال وسائل النقل التابعة للمصانع بنقل محصول البنجر الخاص بمصنع النوبارية، فهذا غير صحيح.. وكل وسائل النقل التابعة للمصانع كانت موظفة لنقل الكميات الهائلة المتراكمة من البنجر لدي الفلاحين.. والتي فاقت إمكانيات المصانع وطاقاتها في التشغيل.. بسبب عدم التزام مزارعي العروة المبكرة وهو ماحدث هذا العام والعروة المتأخرة كما يحدث في الأعوام السابقة.. بتقليع البنجر في الوقت المحدد والذي تعاقدوا عليه مع الشركة.. ويؤكد المهندس إيهاب : أن المصنع سيستمر في العمل حتي يوم 01 من شهر يوليو الجاري.. حتي يتم استيعاب كل التراكمات والتكدسات من المحصول الموجودة لدي المزارعين. وبخصوص مخاوف بعض المزارعين وتضررهم من بقاء المحصول فترة طويلة بعد حصاده، وحتي يتم توريده للمصنع.. أكد الكيمائي عبدالحميد سلامة رئيس مجلس إدارة المصانع: أنه لن يضار أحد منهم، رغم مخالفة البعض للعقد المبرم مع الشركة، وعدم التزامهم بميعاد الحصاد.. وستتحمل الشركة ما يترتب علي ذلك، من انخفاض كميات السكر المستخلصة من المحصول.. نتيجة مدة بقائه لفترة طويلة بعد حصاده وحتي توريده. وسيأخذ المزارع حقه كاملا دون نقصان، ولن نحمله تبعات ماحدث.
