الفوضي أصبحت عنوانا لتصرفات المصريين في الشارع والمدرسة والجامعة والعمل وفي كل شيء في ظل غياب القانون وانهيار الاخلاقيات التي كانت حتي وقت قريب شعارا وسمة لأغلب المصريين.. هذه الفوضي للأسف تتناقض وشعار ثورة25 يناير التي خرجت لتنادي بالعدالة الاجتماعية والحرية والمساواة.. وضرب شباب الثورة القدوة والمثل في النظام واحترام الآخر وأحدث ميدان التحرير ألفة كانت مفقودة بين المصريين لوقت طويل ولكن للأسف الشديد استغل ضعاف النفوس المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر بعد الثورة في اشاعة الفوضي في ظل غيبة القانون والانفلات الأمني. والسبب الذي دفعني للحديث عن هذا الموضوع ما لاحظته من فوضي وعشوائية في الشارع والمدرسة ووسائل الاعلام التي أراها من أكبر العوامل التي أدت لانتشار الفوضي لخروجها عن أهدافها ورسالتها التنويرية وجعلتها المنافسة تقدم الخبر المثير دون رؤية قومية وحس وطني حتي أن المواطن العادي يحس بأن هذه القنوات تعمل وفق أجندة خاصة سواء كانت داخلية أو خارجية لإشاعة الفوضي فالقنوات الفضائية سمحت لشباب في مقتبل العمر بالتطاول علي المفكرين والقادة والعلماء وأساتذة الجامعات في سابقة هي الاولي في تاريخ مصر فلم نعتد أن يتطاول الصغير علي الكبير ولم نشهد ذلك الا في غيبة الاخلاق والقانون. فالشاب الذي تربي علي حسن الخلق والعهد والوفاء تمنعه تربيته من التطاول علي الاكبر منهم سنا, فضلا عمن احسنوا اليهم وتناسوا دينهم الحنيف ودعوة رسول الله صلي الله علية وسلم لمكارم الاخلاق ففي حديث أخرجه أحمد والطبراني قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا وأن معاني هذا الحديث التي تربينا عليها في طفولتنا وشبابنا ولاننادي علي الاكبر منا سنا بدون عم فلان وأن معاني هذا الحديث تقربنا الي الله عز وجل من خلال حسن الخلق وحسن التعامل وقال صلي الله عليه وسلم في حديث آخر اقربكم مني مجلسا يوم القيامة احسانكم اخلاقا فالشباب الذي تربي علي حسن الخلق وحسن العهد والوفاء فتربيته تمنعه من التطاول علي الاكبر منهم سنا ولخص أحد الحكماء صفات حسن الخلق بان يكون كثير الحياء قليل الاذي كثير الاصلاح وصدوق اللسان وقليل الكلام كثير العمل شكورا راضيا لامغتابا ولا عجولا ولا حقودا بشوشا بحب الله. فما قيمة مانبذله في البيت وماتقدمه المدرسة اذا كان هذا هو حال اخلاق ابنائنا لان انفراط عقد الاخلاقيات يعود في حقيقة الامر الي الاسرة التي انشغلت لسنوات طويلة عن ابنائها بالسفر للخارج والسعي وراء مباهج الدنيا والجمع المادي الذي جني ثماره العطنة الابناء لانها تركتهم بدون رعاية واهتمام ديني واخلاقي وأصبح التركيز علي الدروس التعليمية التي أصبحت هي الاخري مغلوطة ولاتصب في تعلم اولادنا معاني الاحترام ومكارم الاخلاق وجانب آخر من المشكلة هو المدرسة التي انهار دورها التربوي من اكثر من ربع قرن عندما انشغل المعلم بالدروس الخصوصية وتم اختيار المدير بالاقدمية ومن شروطه الا يعرف أي شيء عن المدرسة فانهارت الادارة المدرسية التي بعدت عن دورها الحقيقي وأيضا ابتعاد الاسرة عن متابعة المدرسة والمشاركة في دعمها المادي والعلمي حتي ان ولي الامر المشارك مع المدرسة نجد له أهدافا أخري غير خدمة المدرسة ومن هنا فقدت مجالس الامناء صلاحياتها وأهدافها وأطالب المسئولين عن التعليم بوضع شروط لمن يشارك في مجالس الامناء بان يكون مهتما بالتعليم له دراسات او نشاط أهلي في مجال التعليم ويكون حاصلا علي مؤهل مناسب وبعض الشروط الاخري التي يشارك فيها مديرو المدارس والتربويون حتي تكون مجالس الامناء فعالة فالحل الحقيقي لخروج مصر من هذه الفوضي هو العودة الي الله وتطبيق القوانين بعدالة وشفافية علي الجميع ومناقشة الطلبات الفئوية في اطار من القانون والشفافية ولابد ان نعود الي ضمائرنا من أجل مستقبل باهر لهذه البلاد, مصر الأبية مصر القائدة المنتصرة القدوة لشعوب العالم كله.