تقول ألإحصائيات أن أكثر من 1200 مصري لقي مصرعهم منذ 25 يناير حتى الآن على يد بلطجية , فإلى متى تنتهي ظاهرة الفوضى المضادة التي يعيشها المجتمع الآن , ولن أقول ثورة لأن كلمة ثورة لا يصنعها إلا الفئات المتحضرة ,على غرار ما قام بة الشباب المصري المثقف يوم 25 يناير , لا من قلة من اللصوص والبلطجية , فالثورة تهدف إلى التغيير الجذري في المجتمع , والذي بدورة يؤدي إلى إحلال تشكيلة اجتماعية اقتصادية بأخرى أرفع مستوى وأكثر تحضرا, إنها تغيير شامل للنظام القديم، يهدف إلي خلق أوضاع جديدة أفضل للمواطن . للأسف لم نجنى ثمار الثورة المباركة حتى الآن فقد تراجعت سلطة الدولة إلى مستوى غير مقبول , لأن أهداف الثورة أخذت طريقا آخر , حيث امتدت الفوضى إلى الشوارع و الأحياء , واستغل البلطجية والخارجون عن القانون عدم وجود أمن واختفاء الشرطة حيث قام بعضهم بالاستيلاء علي الأرصفة , وجعلوها غنيمة لهم وبنو أكشاك خشبية في ميادين عامة وشوارع رئيسية , والويل كل الويل لمن يعترض أو يتفوة بكلمة فمصيرة معروف الإهانة أو الضرب , وربما القتل وانتشر الخوف وعمت الفوضى , وازدادت أعمال البلطجة والاختطافات والاعتداءات على الأراضي ,أدى هذا الانفلات إلى ازدياد الانهيار الإقتصادى والإجتماعى وللأسف فهمنا الحرية خطأ , فما نشهده اليوم من انفلات يكبح انطلاق الوطن صوب الاستثمار والأعمار. سرنا كثيرا القانون الذي أقره مجلس الوزراء بمنع الاعتصامات التي تعرقل سير العمل وفرض عقوبات رادعة علي المخالفين , تصل إلي السجن وغرامة تبلغ نصف مليون جنيه , هذا القانون كفيل بحالة الفوضى الموجودة في غالبية الشركات والمؤسسات وحتى الجامعات , فمع مرور الوقت لاحظنا أن أهداف الثورة أخذت طريقا آخر فأصبحت كلمة احتجاج هي مفتاح التغير, واستغل بعضنا تسامح قواتنا المسلحة- التي تحسد علية - في الضغط وحركات العصيان المدني , حيث وصل الأمر إلى قيام بعض الطلاب بإغلاق أبواب الجامعة , ومنع أعضاء هيئة التدريس من الدخول إليها , فعدم الاستقرار هو العنوان المسيطر دائما وذلك يكلف مصر المليارات كل يوم ويزيد من حالة الغضب لدي المتضررين , فلا بد من ابطال مفعول هذة الفوضى, حتى تستطيع مصر تجاوز المرحلة الانتقالية وتحقيق الديمقراطية والتقدم الاقتصادي . ومن ناحية أخرى فبدلا من أن توحدنا الثورة جعلتنا ننقسم أكثر مما كنا فيه , كنت أتوقع أن الثورة ستقضى على الفرقة وتقبل الاختلاف , ولكن نشهد الآن الانقسامات بين كل التيارات والقوى والأحزاب , والمشهد السياسي الآن يضم مجموعة من الفرق والتيارات والجماعات الدينية , للأسف أغلبهم لا يجيدون قواعد اللعبة الديمقراطية هذا ذو مرجعيه مدنية و ذاك ناصريه و الأخر قبطية , و آخر ليبرا ليه و هذا دينيه بفكر حسن البنا و الثاني دينيه بفكر سلفي و ذاك دينيه بمرجعيه أخرى و آخر اشتراكي و هكذا ,علاوة على أئمة مساجد تتعامل مع الاستفتاء وكأنها غزوات تفصل بين المؤمن والكافر. ويتزايد الشعور بالقلق في مصر بعد ظهور السلفيين , ورجوع الكثير منهم من أفغانستان قادمين إلى مصر , في خضم بعض التطورات المتلاحقة التي فرضتها ثورة 25 يناير بعد رفع أسمائهم من قائمة ترقب الوصول , حيث جاؤو لنا بأمور جديدة لم نعهد ها من قبل مثل هدم الأضرحة , و إقامة الحدود , فاعتقدوا أنهم أوصياء على الوطن وليسو شركاء فية فغابت عنهم مفاهيم كثيرة , كان من المفروض أن يستوعبوها وهى الانضمام لصفوف الشعب لدفع عجلة التنمية والبدء في الاعمار , لكن استغلالهم للثورة بهذة الطريقة- كتيار متشدد- لا يمثل حقيقة تسامح الإسلام , ولكن يكشف سوء نيتهم في انتهاج الوسطية والاعتدال . بالرغم من نجاح ثورة يناير إلا أننا ما زلنا في مباراة الذهاب والمباراة ستكون قوية وقد تطول , لأن المنافسون يجيدون اللعب باحتراف , فالمكسب يأتي بالعمل , وتكاتف جميع أطياف الشعب , حتى نرى في ميدان التحرير تظاهرة يريد فيها الشعب إسقاط الفوضى , يريد فيها الشعب إسقاط البلطجة , يريد فيها الشعب العودة إلى العمل , يريد فيها الشعب عودة الأمن والطمأنينة إلى القلوب قبل الشارع , والآن و في ظل تلك الأوضاع الراهنة علينا أن نتجة إلى اللة ونرفع أيدينا إلية , ونقول " اللهم احفظ بلادنا بحفظك وأمنها بأمنك وابعد عنها الفتن ما ظهر منها وما بطن " اللهم آمين !