أعلنت المملكة العربية السعودية رسميا وفاة الصحفي جمال خاشقجي, بعدما كشفت التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة أن وفاته جاءت نتيجة شجار واشتباك بالأيدي داخل القنصلية السعودية بإسطنبول مع المشتبه بهم. وصرح النائب العام السعودي في بيان أن التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة في موضوع اختفاء المواطن جمال بن أحمد خاشقجي أظهرت أن المناقشات التي تمت بينه وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة في إسطنبول أدت إلي حدوث شجار واشتباك بالأيدي مما أدي إلي وفاته. وذكرت وكالة الأنباء السعودية نقلا عن البيان الرسمي أن التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة أظهرت قيام المشتبه به بالتوجه إلي إسطنبول لمقابلة المواطن جمال خاشقجي, لظهور مؤشرات تدل علي إمكانية عودته للبلاد, من دون أن تفصح عن هوية المشتبه به. وأضاف البيان: كشفت نتائج التحقيقات الأولية أن المناقشات التي تمت مع المواطن جمال خاشقجي أثناء تواجده في القنصلية من قبل المشتبه بهم لم تسر بالشكل المطلوب, وتطورت بشكل سلبي أدي إلي حدوث شجار واشتباك بالأيدي بين بعضهم وبين المواطن جمال خاشقجي, وتفاقم الأمر مما أدي إلي وفاته. وذكر البيان أن هؤلاء حاولوا التكتم علي ما حدث والتغطية علي ذلك, مشيرا الي أن التحقيقات في هذه القضية مستمرة مع المضبوطين علي ذمتها والبالغ عددهم18 شخصا من الجنسية السعودية. وبالتزامن مع هذا الإعلان, أمر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بإعفاء نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري, وثلاثة من كبار موظفي جهاز الاستخبارات, وهم مساعد رئيس الجهاز لشئون الاستخبارات اللواء طيار محمد بن صالح الرميح, ومساعد رئيس الاستخبارات العامة للموارد البشرية اللواء عبد الله بن خليفة الشايع, ومدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة اللواء رشاد بن حامد المحمادي, كما أمر الملك سلمان بإعفاء المستشار في الديوان الملكي برتبة وزير سعود القحطاني من منصبه. وأصدر العاهل السعودي أيضا قرارا بتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد, الأمير محمد بن سلمان, لإعادة هيكلة جهاز الاستخبارات العامة وتحديد صلاحياته, وقالت وكالة الأنباء الرسمية واس: إن القرار جاء بتوصية من ولي العهد علي خلفية قضية خاشقجي. وصرح مصدر سعودي مسئول أن المملكة اتخذت الإجراءات اللازمة لاستجلاء الحقيقة بعد إثارة الموضوع, وأرسلت فريقا أمنيا إلي تركيا بتاريخ6 أكتوبر للتحقيق والتعاون مع الأجهزة نظيرتها في إسطنبول, وسمحت للسلطات التركية بدخول القنصلية ودار سكن القنصل السعودي حرصا علي معرفة جميع الحقائق. في الوقت نفسه, أعلنت وزارة الخارجية السعودية أن التوجيهات والقرارات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين, الملك سلمان بن عبد العزيز, تأتي استمرارا لنهج المملكة في ترسيخ أسس العدل, وأضافت أن الإجراءات تعكس حرص القيادة علي أمن وسلامة جميع أبناء الوطن, كما تعكس عزمها علي ألا تقف هذه الإجراءات عند محاسبة المقصرين والمسئولين المباشرين, لتشمل الإجراءات التصحيحية الكفيلة بمنع حصول مثل هذا الخطأ الجسيم مستقبلا. علي صعيد متصل, أعلن البيت الأبيض في بيان فجر اليوم أنه تابع بيان السعودية, وأخذ علما بأن التحقيقات جارية ومستمرة, وأضاف أن الولاياتالمتحدة ستتابع التحقيقات الجارية, داعية إلي تحقيق العدالة بشكل سريع وشفاف, مشيرا إلي أن الإعلان الذي أصدرته السعودية خطوة أولي جيدة وخطوة كبيرة, وأكد تأييد البيت الأبيض للعدالة التي تأتي في الوقت المناسب, والشفافية التي تتفق مع الإجراءات الواجبة. كما أعربت الولاياتالمتحدة عن حزنها لوفاة خاشقجي, مقدمة التعازي لعائلته وأصدقائه.