بشيء من ألم ودهشة تحكي نادية راضي فتاة معوقة حكايتها مع وزارتي الإسكان والتضامن الاجتماعي حيث تقول: استجابت وزارة الإسكان لمأساتي بعد نشرها في الأهرام المسائي, ولكن التأمينات الاجتماعية حرمتني من المعاش الهزيل الذي أتقاضاه باعتباري معوقة.. شيء من العذاب أتجرعه سما يوما بعد يوم ولكني لم أفقد يقيني بالله وعدله ولعل سواد الليل تشتد عتمته وتطول ساعات السهاد فيه, ولكن حتما سيأتي الفجر بنوره يقشع الظلم وسواده. سنوات طويلة مضت تفتحت عيناي فيها علي عجز ليس لأحد يد فيه غير مشيئة الله وقدره وإهمال أهلي في علاجي من ضمور تسبب لي في شلل نصفي كان من الممكن أن أتجنبه ولكنها مشيئته وراضية بحالي.. عشت دنيايي غير أقراني بلا تعليم أو حق في اللعب كطفلة ولا حتي أن أحلم وأنا علي أعتاب الحياة بابن الحلال مثلي مثل كل الفتيات. لفظني أهلي وقرروا التخلص من ثقل همي وعجزي لأجد نفسي في الشارع لا مأوي لي يسترني من الناس وغلظة قلوب البعض منهم.. أهيم في الشوارع زحفا علي ركبتين عاجزتين ويدين أدمتهما غلظة الأرض حتي تلقفتني قلوب رحيمة وأعانتني بشيء من المال استطعت به تدبير سكن مؤقت أسفل بئر سلم في بيت قديم بإمبابة وبعض من علب الحلوي أفترش بها الشارع سعيا وراء لقمة عيش كريمة ورزق حلال.. وكانت رحمة الله بي كبيرة أن هيأ لي من أصحاب القلوب الطيبة من كانوا يقدمون لي يد العون والمساعدة حتي استطعت الحصول علي معاش قدره ثلاثمائة وخمسون جنيها شهريا معاش معاقين من التأمينات الاجتماعية وكذلك تدبير مبلغ من المال تقدمت به للحصول علي شقة من وزارة الإسكان ولكن تأخر الرد علي ولجأت لالأهرام المسائي أطرق باب الأمل رجاء في الحصول علي جدران تسترني وحد أدني من الحياة الكريمة وكم كانت سعادتي عندما استجابت وزارة الإسكان لمشكلتي وبعثوا لي بباحث اجتماعي يدرس حالتي ويتيقن من حجم المأساة التي أعيشها ومدي أحقيتي للحصول علي وحدة سكنية من الوحدات المخصصة للحالات الحرجة والأولي بالرعاية. حضر الباحث وعاين مكان سكني المؤقت وسألني عن مصدر رزقي فأخبرته بمعاش المعاقين وأني أفترش الشارع بيعا للحلوي للأطفال أستكمل بها نفقات عيشي. طلب مني الرجل إحضار مستند يثبت دخلي الإضافي غير المعاش حتي أحصل علي الشقة ولم أكن أدر كيف أحصل علي مستند رسمي كهذا وأنا أعمل بائعة في الشارع ولست موظفة في الحكومة, فأخبرني بعض الناس أنني يمكنني الحصول علي شهادة بما يوفره لي بيع الحلوي بالشارع من دخل شهري من مكتب محاسبة معتمد وبالفعل حصلت علي هذه الشهادة التي تقول أني أحصل علي ألف جنيه شهريا أضيفها علي مبلغ المعاش الذي يبلغ ثلاثمائة وخمسين جنيها لأعيش بهما علي الكفاف ولكني فوجئت بإدارة تأمينات شمال الجيزة تمنع عني معاش الكفاف هذا استنادا للمستند الذي قدمته ويفيد إني أحصل علي دخل آخر من بيع الحلوي في الشارع. هل يعقل هذا؟ وهل كان من الممكن أن يكفيني المعاش الضئيل ذو الثلاثمائة وخمسون جنيها عيش حاف وهل ذنبي أني أفترش الأرض بعجزي بيعا وبحثا عن رزق حلال يكفيني ذل سؤال الناس؟ أناشد الدكتورة غادة والي وزير التضامن الاجتماعي لعل قلبها يتسع لمشكلتي وتعيد لي معاشي الضائع والذي يمثل لي ورقة التوت الأخيرة أستتر بها وأستغيث بالمهندس مصطفي مدبولي وزير الإسكان أن يمنحني الجدران التي تحميني وتستر عجزي.