كانت الأهرام المسائي منذ صدورها في عام1991, دائما في قلب كل حدث, تكتب باسم القارئ وتقدم له ما لا يقدمه غيرها, معتمدة علي إرادة شابة وإدارة واعية وقارئ يحترمها ويثق فيها, هذه العلاقة وهذا النهج المهني تطور عبر رحلة الجريدة طوال السنوات الماضية. نحتفل اليوم بمرور27 عاما علي خروج الأهرام المسائي إلي النور, هذه الرحلة الطويلة من أجمل سنوات عمري التي قضيتها بين جنبات هذا البيت محررا شابا منذ التحقت بالعمل في الجريدة أوائل تسعينيات القرن الماضي, وحتي تشرفت بأن أصبح رئيس تحرير لالأهرام المسائي يكتب الآن هذه السطور, ويشعل الشمعة رقم27 في عمر المسيرة المهنية لجريدة ولدت لتبقي صوتا لكل مصري تفرح لفرحه وتتألم لألمه. علي طول رحلتي في الأهرام المسائي تعلمت من رئيس التحرير المؤسس لهذه المدرسة الصحفية الأستاذ مرسي عطا الله, أن الجريدة هي البيت الأول لنا وليست البيت الثاني, استقبلنا الأستاذ وفتح لنا أبواب الصحافة علي مصاريعها, ومنحنا الثقة في أنفسنا.. كان حازما مع الشباب الذين كانوا قوة الجريدة الضاربة, ولم ندرك جدوي ذلك الحزم وشدته إلا بعد أن أصبحنا كبارا في المهنة, كما أراد لنا الأستاذ أن نكون, وكما يجب أن يفخر بتلاميذ تجربته. وضعنا الأهرام المسائي منذ استقبلنا أمام مسئولية كبيرة, وشحن عزيمتنا الصحفية بطاقة ما زلنا نعمل بها حتي الآن, وطوينا سنوات الخبرة التي حصل عليها أقراننا في الوسط الصحفي في سنوات معدودة في الأهرام المسائي, ومضت الأيام في جنبات البيت الأول حافلة بالمهنية والعرق والكفاح. تبدأ الأهرام المسائي عامها الثامن والعشرين اليوم وأنا مدين للقارئ الكريم الذي كان كريما معي وأنا محرر, وساهم في صنعي أنا وجيلي من الصحفيين, وأجدني اليوم مدفوعا لأن أخاطب القارئ وأفتح معه صفحة جديدة من الأمل له ولنا, وكلانا شريكان في هذه الجريدة. احتفالنا بالأهرام المسائي هذه المرة مختلف في عام فارق يمر به الوطن الذي يحصد إنجازات التحدي, كما يروق لي أن أسميها, فنحن علي مدار السنوات الثلاث الماضية حفرنا في صخور المستحيل وقهرنا التحديات التي كانت تواجه مصر, واستطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يعبر بنا عنق الزجاجة, وأن ينهض بالوطن ويحقق طموحات المصريين في أن تظل مصر قوية عصية علي كل المخططات التي دبرها الأعداء من أجل إسقاطها. نستشرف اليوم مستقبلا جديدا لالأهرام المسائي, يسير تحت عباءة مستقبل وطننا الزاهر, وفي القلب من هذا المستقبل, مواطن هو صاحب الحلم في غد أفضل بإذن الله, نفتح له صفحاتنا, حاملين إليه الأمل الذي يتمناه, محققين له بأقلامنا ما يريد أن يكتبه إلي المسئول, وناقلين له ما يود كل مسئول أن يخاطبه به. ندخل اليوم عاما جديدا في الأهرام المسائي سيكون بامتياز عام القارئ هو وما يتبعه من أعوام, إن شاء الله, مدركين في الوقت نفسه أن التحديات كبيرة لصحيفة ورقية ومسائية, في ظل انتشار المواقع الإلكترونية والثورة التي أحدثتها مواقع التواصل الاجتماعي في كل ما يتعلق بالمحتوي الإعلامي بكل قوالبه, لكننا نطمئن قارئنا أننا نستلهم روح مصر ما بعد30 يونيو.. مصر التي كانت كل المعطيات تقول إنها لن تستطيع أن تواجه تحديات الإرهاب والأزمة الاقتصادية والمخططات الدولية.. وغير ذلك من التحديات, لكنها فعلت, وأدهشت الجميع وهي تشهر سلاح الإرادة في وجه المحبطين والمحبطين, ونحن علي درب وطننا سائرون. اليوم وأنا أخاطب القارئ( صاحب هذا العيد), وأقول له: رغم التحديات وعصر السرعة وسطوة السوشيال ميديا, لن تنسي طعم الجريدة التي اعتدت أن تقرأها, وتقلب صفحاتها, ذلك أن الأشياء الملموسة والألفة التي تنشأ من المحتوي المكتوب ورقيا لا تعوضها قراءة الشاشات, ولذلك فإننا من أجلك عزيزي القارئ تبنينا مفهوما جديدا لما تكون علية جريدة ورقية ومسائية في ذلك العصر, مضيفين إلي ما أنجزه زملاؤنا الذين سبقونا في تولي مسئولية هذا الصرح الصحفي العملاق, لنقدم لك محتوي صحفيا أنت الذي تصنعه, محتوي مكتوبا منك ولك, تجد فيه كل ما تبتغيه من طموحاتك, لنكمل معا مسيرة التنمية.. تنمية العقول والأحلام والعبور معا الي المستقبل بالكلمة الصادقة والصحافة الواعية والأقلام المخلصة للوطن والمواطن. كانت الأهرام المسائي منذ صدورها في عام1991, دائما في قلب كل حدث, تكتب باسم القارئ وتقدم له ما لا يقدمه غيرها, معتمدة علي إرادة شابة وإدارة واعية وقارئ يحترمها ويثق فيها, هذه العلاقة وهذا النهج المهني تطور عبر رحلة الجريدة طوال السنوات الماضية, ثم دخل مرحلة جديدة من التطوير المفروض بطبيعة التحديات الراهنة التي أحدثتها التكنولوجيا والظرف التاريخي الذي تمر به المنطقة كلها, ورغم ذلك استطاعت الأهرام المسائي أن تواكب التغيرات وتواجه التحديات, وتفتح ملفات ومطالب جماهيرية لأهلنا في بر مصر كله, وترضي ذوق القارئ البحراوي والصعيدي وفي مدن القناة الباسلة وأبناء العاصمة, ولم تكتف الأهرام المسائي بما وصلت إليه في قلب وعقل القارئ, وإنما تتعهد اليوم أن تواصل هذه الرحلة بزاد التطوير وعتاد المراهنة علي قارئ لم ندخر جهدا في العمل ليل نهار من أجل أن تكون الأهرام المسائي جريدته المفضلة التي يجد فيها طعم وقيمة الصحافة الوطنية المخلصة الناصحة الأمينة, الناطقة باسمه علي مدار اليوم. كل عام والأهرام المسائي في خدمة الوطن والمواطن.