تشهد سوق الدراما الرمضانية تغييرا ملحوظا في ظل تراجع معدل إنتاج الأعمال الدرامية وتعثر القنوات الفضائية في سداد مديونياتهم للمنتجين من عملية شراء هذه الأعمال, مما يشكل ضررا كبيرا علي قطاع واسع من العاملين وعدم إتاحة الفرصة لعدد كبير من النجوم والفنانين بالظهور علي الشاشة وغياب عدد كبير منهم وخاصة مع التأكيد علي تجاوز عدد الأعمال التي تستعد لموسم رمضان المقبل25 عملا دراميا. ونرصد هنا علي صفحات الأهرام المسائي ملامح الماراثون الرمضاني المقبل من حيث حجم الإنتاج ومدي تأثره بالتعثر المالي للقنوات الفضائية الذي انعكس بشكل مباشر علي سوق الدراما التليفزيونية خاصة في موسم رمضان المقبل. من جانبه أكد المنتج محمد فوزي, أن عدد المسلسلات سيقل بشكل كبير وربما سيصل إلي25 مسلسلا في ظل تعثر القنوات وعدم وجود سيولة لدي المنتجين لتقديم أعمال درامية كثيرة في موسم رمضان المقبل إضافة إلي أن غلاء الأسعار انعكس علي سوق الإنتاج بشكل كبير, وباتت تكلفة التصوير أو إيجار المعدات وأجور العاملين في هذه الصناعة سواء مخرجين ومصورين ونجوم وغيرهم. وأضاف فوزي: علمت أن القنوات الفضائية سوف تتكاتف جهودها لتحديد ميزانية محددة لشراء المسلسلات وتخفيضها عن العام الماضي فمن كان يشتري خمسة مسلسلات سيشتري اثنين أو ثلاثة علي أقصي تقدير, وهذا سيقلل من عدد الأعمال الدرامية التي تشارك بالموسم الرمضاني. وأشار إلي أنه لم يستقر حتي الآن علي دخول موسم رمضان من عدمه وذلك بسبب هذه الظروف الإنتاجية وان خلال الفترة المقبلة ستتضح الرؤية حول إمكانية المشاركة. بينما تفاءل المنتج شادي مقار بالموسم الجديد مع بعض التخوفات أنه سيكون مختلف نتيجة تعثر بعض القنوات, مشيرا إلي أن هذا ما حدث العام الماضي والموسم الدرامي تأثر وشهد قلة معدلات الإنتاج ومن الممكن أن يتأثر هذا العام, ولكني متفائل للغاية بسبب ظهور قنوات جديدة ربما تزيد من معدل الطلب وبالتالي يزيد المطروح من الأعمال حيث أري أن التعثر هو أمر مؤقت ولن يستمر طويلا, كما أن الشاشة تشهد عودة قوية للإعلانات واعتقد أن عدد المسلسلات لن ينخفض كثيرا, وأري أننا نعيش فترة انتقالية سوف تمر ولن تستمر طويلا. وتابع: من الطبيعي أن تتأثر القنوات بسوق الإنتاج الدرامي لأنها حلقة تكمل بعضها البعض فالمنتج يصرف فلوس علي المسلسل ويسوقه للقنوات التي تشتري الأعمال بتكاليف معينة وكل منهم يحاول ويجتهد فالمنتج يحاول أن يجمع أمواله من القناة والقناة مرتبطة بالإعلانات علي شاشتها والتي يحاول صاحب القناة تحصيلها فإذا حدث تأخير في السداد يؤثر ذلك علي تسديد مديونية القنوات للمنتجين وهكذا. ويقول المنتج وائل علي أن موسم رمضان المقبل سيشهد اضطرابات كثيرة بسبب تغيير كبير شهدته الشبكات التليفزيونية فبعض القنوات تم بيعها والأخري تشهد أزمات مالية لذلك لم تتضح ملامح دراما شهر رمضان المقبل وأتوقع انه لن يزيد عن20 مسلسلا دراميا وهذا رقم قليل مقارنة بالأعوام السابقة. وأضاف وائل علي أن القنوات تشتري المسلسلات بمبالغ كبيرة ولا تدفع مستحقات الشراء للمنتجين وفي النهاية هذا لا يفرق مع النجم المعروف أن سعره كبير, لا استطيع ان ننكر اننا نعيش في حرب أسعار ومديونيات بالملايين علي القنوات الفضائية وهذا يسبب مشاكل للمنتجين والنجم هو الوحيد المستفيد. تابع: أتوقع ان معدل شراء المسلسلات من جانب القنوات الفضائية لن يزيد عن3 مسلسلات لان معظم القنوات لديها عثرات مالية كبيرة والمنتجين غير قادرين علي تحمل تكلفة الإنتاج وهذا العدد القليل ليس في صالح العملية الدرامية لان زيادة عدد الأعمال سيساهم في زيادة المنافسة لتقديم الأفضل للمشاهد. من ناحية أخري وحول علاقة هذه الأزمة بالقنوات الفضائية أكد خالد حلمي المشرف علي قناة الحياة الفضائية, تأثر سوق للدراما في موسم رمضان المقبل2018 حيث أعلن أن عدد المسلسلات سيقل بشكل ملحوظ عن العام الماضي فلن يزيد عن25 عمل درامي علي الأكثر وبرر ذلك بان القنوات ستشتري عدد قليل من المسلسلات الدرامية وكل قناة ستحدد المبلغ الذي تشتري به المسلسلات فهي تضع ميزانية محددة لن تزيد عنها في عملية شراء الأعمال الدرامية. وتابع حلمي أن القنوات الفضائية تعرضت لخسائر كبيرة لأنها صرفت أموالا كثيرة علي شراء المسلسلات ولكن في النهاية حصدت مكاسب قليلة من سوق الإعلانات وبعض القنوات لم تحصل أموالها حتي هذه اللحظة. وأشار إلي أن النجوم ليس لهم علاقة بهذه الأزمة فكل نجم له رقم ويحاول ألا يتنازل عنه, فلجأ بعض المنتجين لتقليل العدد توفيرا للنفقات لان المكسب أصبح صعبا بعدما اتفقت القنوات وديا علي تحديد ميزانية معينة لعملية الشراء. وقال انه يحضر لمسلسل درامي يحمل اسم خيانة عظمي وهو بطولة جماعية وستعرضه أغلب شاشات القنوات الفضائية خلال يناير المقبل, كما يجهز لمسلسل درامي يحمل اسم الرؤية تأليف محمد سليمان عبد الملك ولم نستقر علي المخرج بعد وجاري ترشيح واختيار أبطال العمل. ومن جانبه يري إيهاب أبو زيد المشرف علي قناةDMC الفضائية أن عدد المسلسلات الكثيرة ظلم للموسم الدرامي خاصة في رمضان لان العدد الكبير ليس في صالح المنتج ولا القناة التي يعرض عليها العمل وخاصة أن مسلسلات كثيرة لا تشاهد في زحمة موسم رمضان ولكن تتاح الفرصة لمشاهدتها بشكل أفضل خارج الموسم مثل مسلسل بين عالمين للفنان طارق لطفي وشهد كثافة مشاهدة بعد الموسم الرمضاني. وأضاف إيهاب أبو زيد أن القناة سوف تعقد اجتماعا الشهر القادم بحضور مجلس الإدارة لاتخاذ قرار تجاه ميزانية شراء المسلسلات العام المقبل2018 ونحرص كل عام علي التواجد بمسلسلات حصرية للجمهور. وتابع إيهاب أبو زيد أن تخفيض اجر النجم أمر يتعلق بالجهة المنتجة ومحل جدل بين المنتج والفنان نفسه أكثر من القناة, وهو في صالح الجهة المنتجة والقناة وبعض القنوات تحاول أن نمارس الضغط علي المنتجين لتخفيض سعر النجم لان في النهاية تكون الخسارة عن المنتج والقناة, والنجم هو الوحيد الكسبان وحتي هذه اللحظة لم تظهر الصورة العامة للأعمال الدرامية ولكن هذا الموسم سيشهد عدد قليل من الأعمال مقارنة بالعام الماضي. ومن جانبه قال الفنان محمد فراج, إن تقليل عدد الأعمال الدرامية في موسم رمضان المقبل سيحرم عدد كبير من الفنانين من الظهور في رمضان ولكن علينا أن نبحث عن الأسباب وراء قلة عدد المسلسلات في موسم رمضان المقبل ومنها التكاليف الكبيرة لإنتاج المسلسلات وأجور النجوم وغيرها من العوامل فالمنتج في الوقت الذي يكلف مسلسله عشر قروش نجد أن بطل للعمل يأخذ لوحده6 قروش, ففي هذه اللحظة لا يستطيع أن يصرف علي المسلسل بشكل جيد بسبب ارتفاع اجر النجوم. تابع محمد فراج, أنا موافق علي تخفيض أجور النجوم المبالغ فيها ولكن في حدود المعقول حتي تستمر صناعة الدراما في الإنتاج, مشيرا إلي انه حتي هذه اللحظة لم يستقر علي دخوله موسم رمضان من عدمه.