لم تقتصر الآثار المدمرة لإعصاري هارفي وإرما علي الخسائر البشرية والمادية التي كبدت الولاياتالمتحدة ما يزيد علي290 مليار دولار والتي تعد أعلي خسائر تشهدها بلاد العم سام في تاريخها, خاصة أنها شهدت الكثير من الأعاصير والعواصف المدمرة, إلا أن إرما كان أخطرها, وهو ما دفع البعض إلي تأكيد أنها بداية النهاية لفلوريدا التي اختفت عدد من أنهارها, فضلا عن اختفاء شواطئ المحيط وتحولها إلي أرض يابسة بعد انحسار المياه عن الشاطئ. تسببت الأعاصير أيضا في تعطل ما يزيد علي20% من المصافي البترولية, خاصة أن أكثر من45% من المصافي يقع علي طول ساحل الخليج المكسيكي, التي تنتج ما يزيد علي17% من المشتقات البترولية الخام, وبالتالي انخفض الإنتاج اليومي بنسبة8%, أي بعد إنتاج9.5 مليون برميل يوميا أصبحت الولاياتالمتحدة تنتج8.8 مليون برميل فقط, وهو ما أدي إلي جنون أسعار الوقود وجميع المشتقات البترولية بعد تعطل قطاعات البترول. ونقلت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية عن مات روجرز, عالم الأرصاد الجوية, أن إعصار إرما جاء بقوة تدميرية لم نتوقعها, وللأسف كان له تأثير كبير علي انخفاض إنتاج الوقود والمواد البترولية الخام بسبب الشلل الذي أصاب قطاع التكرير الأضخم في البلاد, الأمر الذي أدي إلي ارتفاع أسعار الوقود بشكل ملحوظ بعد أن انخفضت في الفترة الأخيرة, وأكد الخبراء أنه الارتفاع الأكبر منذ3 أعوام, فقد ارتفع متوسط سعر جالون الوقود إلي49 دولارا, بارتفاع5 سنتات عن الأسبوع الماضي. وتسبب إرما الذي يعد الأقوي في تاريخ الولاياتالمتحدة في انقطاع الكهرباء عن سكان فلوريدا بالكامل ووصل إلي جزيرة سانت مارتن التي عاني سكانها من نفاد الطعام وانتشار عمليات النهب والسرقة من المحال التجارية والمنازل التي تركها أصحابها خوفا من شبح إرما الذي يطاردهم. وأعلنت شركة إكيويذر, المتخصصة في الأرصاد الجوية, أن هارفي وإرما الأكثر تكلفة في تاريخ أمريكا, وأنهما تسببا في كارثة اقتصادية وإنسانية لم تشهدها من قبل, فقد كبد هارفي ولاية تكساس وحدها ما يزيد علي190 مليار دولار, فضلا عن الآثار المدمرة التي خلفها إرما لفلوريدا التي تكبدت هي الأخري ما يزيد علي100 مليار دولار. وحذر المحللون من استمرار تراجع الطلب علي الخام الأمريكي الذي تأثرت قطاعاته بشكل كبير, خاصة مع توقعات مركز الأعاصير الأمريكي بقدوم أعاصير جديدة لن يقلوا شراسة عن هارفي وإرما وأبرزها خوسيه.