أحمد بن محمد بن عبدالكريم ابن عطاء الله وكنيته تاج الدين, وينتسب إلي الاسكندرية حيث ولد وعاش إلي أن غادرها إلي القاهرة بعد وفاة شيخه أبي العباس المرسي سنة686 ه. يعد ابن عطاء الله من أبرز ممثلي للتصوف المصري في القرن السابع الهجري, وكانت بدايته إنكارا للصفوف واعتراضا علي المرسي, ثم استمع اليه وأعجب به فخلفه في الطريقة بوصية أستاذه. وابن عطاء الله السكندري فقيه مالكي وصوفي شاذلي الطريقة, بل هو أحد اركان الطريقة الشاذلية الصوفية ولد سنة658 ه1260 م بمدينة الاسكندرية ولقب بقطب العارفين وترجمان الواصلين ومرشد السالكين كان لو عظه تأثير في القلوب. ووقعت بينه وبين الامام ابن تيمية خصومة, لاتنقاد ابن تيميه للصوفية ونقده لبعض عبارات الشاذلي في أوراده, واستعدي السلطان علي ابن تيمية فخيره السلطان بين الاقامة في دمشق أو الحبس بالقاهرة, فاختار الحبس!. ووضع ابن عطاء الكثير من المؤلفات والمصنفات معظمها فقد, وبعضها تم العثور عليه مثل: لطائف المنن في مناقب الشيخ ابي العباس وشيخه إلي الحسن تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس أصول مقدمات الوصول التنوير في اسقاط التدبير الحكم العطائية علي لسان أهل الطريقة وهي أهم ما كتبه وخطيت بانتشار كبير ومازال بعضها يدرس في جامعة الأزهر وتم ترجمة الكثير منها للغات الأجنبية والحكم العطائية من عيون النثر الصوفي, ويستخدم فيها الرمز, وتلخص مذهبه, فهي مخاطبات موجهة للمريد السالك يقول ابن عطاء: أصل كل معصية غفلة وشهوة الرضا عن النفس وأصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضا عن النفس, وإذا التبس عليك أمران فانظر أثقله علي النفس فاتبعه, فإنه لا يثقل عليها إلا ما كان حقا. ويقول: لا تيأس علي فقد شيء, وأن لا تركن إلي وجود شئ, فإن من ود شيئا فركن اليه, أو فقد شيئا فحزن عليه فقد أثبت عبوديته لذلك الشيء الذي افرحه وجوده وأحزنه فقده ومتي كنت إذا أعطيت بسطك العطاء, وإذا منعت قبضك المنع, فاستدل بذلك علي وجود طفوليتك, وعدم صدقك في عبوديتك, وليقل ما فرح به, يقل ما تحزن عليه وله أقوال لطيفة في الإرادة والتسير والمعصية الطاعة: كما أن الله خالق الطاعة بفضله كذلك هو خالق المعصية بعد له, قل كل من عند الله, والله خلقكم وما تعملون. ويقول إن الله تعالي إراد أن يجعل الحاجة للإنسان إما ليعرفة, أو يلعرف به والحاجة باب إلي الله وسبب يوصلك اليه يا أيها الناس أنتم الفقراء إلي الله( غافر15) فيجعل الله الفقر اليه سببا يؤدي إلي الوصول اليه والدوام بين يديه ولعلك أن تفهم قول رسول الله صلي الله عليه وسلم من عرف نفسه عرف ربه, أي من عرف نفسه بحاجتها وافتقارها وذلها وفاقتها ومسكنتها, عرف ربه بعزه وسلطانه ووجوده وإحسانه إلي غير ذلك من أوصاف الكمال. وحول آداب المريد يقول: علامات السقوط في عين الله ثلاث الرضا عن النفس, وعدم الرضا عن الله, ومزاحمة الحق بالقضاء والقدر. وينصح ابن عطاء المريد فيقول: عليك بالخلوة والعزلة, فمن كانت العزلة دابة كان العز له, ومن صدقت عزلته ظفر بمواهب الحق له بالمنن, وعلاقتها كشف الغطاء واحياء القلب وتخقيق المحبة وأعلم أن طريق المجاهدات والرياضات لابد منها, فإنه لا يمكن للسالك أن يصغي روحه ويطهر ذاته, واللذات الحيوانية مستعلية علي روحه, والشهوات الجسمانية متغلبة علي نفسه. وتوفي ابن عطاء الله بالقاهرة سنة709 ه ودفن بمقابر المقطم بسفح الجبل بنفس الزواية التي كان يتعين فيها, ولا يزال قبره موجود إلي الآن بجبانة سيدي علي أبو الوفاء تحت جبل المقطم من الجهة الشرطية لجبانه الامام الليث وأقيم علي قبره مسجد عام.1973