كان الشيخ فى بادئ الحال منكرا التصوف، حتى التقى شيخه «أبوالعباس المرسى», واستمع إليه فاعجب به وأخذ عنه طريق الصوفية واصبح من مريديه، لينتهى به الحال واحدا من كبار الفقهاء والصوفيين، وأطلقت عليه ألقاب: «قطب العارفين» و«ترجمان الواصلين» و«ومرشد السالكين». اشتهر بن عطاء الله السكندرى بمجموعة من الحكم عددها 264، عرفت باسم الحكم العطائية، وتعتبر خلاصة تجربته وعلمه وفلسفته، وكلها تدعو لتزكية النفس، والارتقاء بها فى مدارج الكمال: «من أشرقت بدايته أشرقت نهايته». وقد حظيت الحكم العطائية بقبول وانتشار كبير، وترجمت الى العديد من اللغات، وتعامل معها المريدون كأن نجوم تنير الطريق أمام السالكين، وتهدى الحائرين فى تية الحياة: «لايخاف عليك أن تلتبس الطرق عليك، وإنما يخاف عليك من غلبة الهوى عليك». وقد توفى بن عطاء الله سنة 709ه فى القاهرة، وتم دفنه فى المكان الذى كان يتعبد فيه، فى مقبرة بجبل المقطم، لا تزال موجودة حتى الآن. فى الختام.. تقول إحدى الحكم العطائية: «لا مسافة بينك وبينه حتى تطويها رحلتك، ولا قطيعة بينك وبينه حتى تمحوها وصلتك». لمزيد من مقالات محمد حسين;