أعاد الثوار إلي ميدان التحرير أمس روحه وهيبته, وأكد المشاركون في جمعة الغضب الثانية أن الوطن للجميع, وأن الميدان للثوار الذين تبنوا ثورة25 يناير منذ انطلاقها خصوصا بعد الغياب المتعمد عن الثورة الثانية من جانب جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية وحزب الوفد وعدد من القوي الوطنية التي ردد ثوار التحرير أمس هتافات ضدها وقللوا من دورها بعد أن تجاوز عدد المشاركين في المظاهرة250 ألف متظاهر. وغادر المشاركون في جمعة الغضب ميدان التحرير بعد تنظيفه في السابعة مساء بعد نجاح منقطع النظير في تأمين الميدان من خلال لجان شعبية منظمة أكدت قدرة ثوار التحرير علي التعامل مع الموقف واسترداد ثورتهم من الإخوان وباقي القوي التي اتهموها بمحاولات القفز علي منجزات ومكاسب الثورة فور نجاحها. وبينما حدث ما أعلنه المجلس العسكري بالابتعاد عن أماكن التظاهر وعدم ارتكاب أي أعمال عنف ضد المشاركين خلت التظاهرات بالقاهرة وباقي المحافظات من أي أعمال للهدم والتخريب أو التعرض للممتلكات الخاصة والعامة وتلاشت كل صور البلطجة ولم تشهد جمعة الغضب سوي14 حالة إصابة عبارة عن أزمات قلبية وحالات هبوط وضربة شمس. وفي الوقت الذي امتلأ التحرير بثوار25 يناير الداعية للثورة الثانية, شهد ميدان الحسين مظاهرة تضمنت الوقوف ضد تخريب مصر, بينما تظاهر الآلاف أمام منصة مدينة نصر لتأييد المجلس العسكري في إدارة البلاد, بينما هتف آلاف أحاطوا بمستشفي شرم الشيخ مطالبين بمحاكمة مبارك وإعدامه وترحيله عن المدينة. من ناحيتها, أعلنت اللجنة التأسيسية للثورة تعليق الاعتصام في ميدان التحرير للأسبوع المقبل, وأكد ائتلاف الثورة أن هناك مهلة أسبوعا للمجلس العسكري لوضع جدول زمني لتنفيذ مطالب الثورة, بينما أعلن ثوار ماسبيرو رفضهم الاعتصام لعدم الترتيب مسبقا للمظاهرة, وكانت مطالب جميع المتظاهرين واحدة, وهي محاكمة عاجلة وعلنية للرئيس السابق وأسرته وتطهير المحليات والجامعات من رموز النظام والحزب الوطني المنحل, بالإضافة إلي إعلان قائمة تضمنت المسئولين الحاليين المطلوبة إقالتهم وعلي رأسهم يحيي الجمل نائب رئيس مجلس الوزراء وجودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات والفريق أحمد فاضل رئيس هيئة قناة السويس ومحسن النعماني وزير التنمية المحلية وأيمن فريد أبو حديد وزير الزراعة, فضلا عن رؤساء البنوك وبعض المحافظين. في الوقت نفسه, طالب بعض الرموز والقوي السياسية التي شاركت في المظاهرة أمس بهيئة قضائية مستقلة للإسراع في محاكمة الرموز الفاسدة. كما طالبوا بمساواة شهداء25 يناير بشهداء حرب73 وحجب مرتبات أفراد الشرطة الذين يمتنعون عن النزول لحماية الشارع المصري. وقال أحمد العراقي نصار, عضو المكتب التنفيذي لائتلاف الثورة بالإسكندرية, إن المتظاهرين قاموا بتسليم ورقة تضمنت مطالبهم لقيادات عسكرية بالمنطقة الشمالية, مشيرا إلي أن هذه الورقة تضمنت إعطاء شهر مهلة إلي المجلس العسكري لتنفيذ ما جاء بها. في غضون ذلك, دفعت قوات الأمن بتعزيزات من أفراد الشرطة لحماية مستشفي شرم الشيخ الدولي بعد تزايد أعداد المتظاهرين الليلة الماضية ومحاولتهم اقتحام المستشفي لإخراج الرئيس السابق بالقوة ورفع شعارات هو يمشي.. مش هنمشي.