العلاقة بين الولاياتالمتحدةوتركيا تشبه قصص الزواج الفاشل للمشاهير حيث تقوم علي الغش, وكما قالت مجلة( فورين بوليسي) الامريكية المتخصصة في السياسة الخارجية ان زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الي تركيا أخيرا كانت تحمل ابتسامات أمام الكاميرات لاثبات ان كل شيء علي ما يرام بينما تشتعل حدة الخلافات بين الدولتين وراء الابواب المغلقة. وتقول المجلة: لم نقل ان التحالف بين امريكاوتركيا قد انتهي ولكنه يسير في اتجاه النفاق السياسي او ما يطلق عليه الدبلوماسية بين البلدين خاصة في أوقات الازمات الا أن العلاقة تنذر أيضا بعدم استدامتها اذا ما تضاربت مصالح الطرفين. الشرق الاوسط هو اساس الخلافات والصراع الدائر بين واشنطن وأنقرة علي لعب دور قيادي في المنطقة, وبينما أصبح القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام( داعش) اولوية بالنسبة للولايات المتحدةالامريكية, اصبح التخلص من نظام الرئيس السوري بشار الاسد اولوية بالنسبة لتركيا. وتري تركيا انه اذا لم يتم اسقاط نظام الاسد سيظل التطرف يغذي الجماعات المتطرفة وغيرها تحت مسميات مختلفة حتي اذا ما تمت هزيمة داعش كما تتمني واشنطن, الي جانب اقتناع تركيا بضرورة عدم التخلي عن المعارضة السورية التي خبت جذوتها, وتري تركيا ان داعش كانت نتاج لحكومة نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق الذي نصبته واشنطن في بغداد والذي اتبع سياسة طائفية ضد السنة أسفرت عن ظهور داعش وغيرها من الميليشيات المسلحة علي الساحة. واشنطن قررت الابقاء علي نظام الاسد بعدما بدأت تشعر بالقلق ازاء صعود التطرف في سوريا وأصبح محاربة الاسلام الراديكالي أهم أولوياتها في المنطقة بعدما فقدت املها في المعارضة المعتدلة في دمشق. وكما ذكرت المجلة فان التحول في السياسة الامريكية حدث بالفعل بحلول نهاية عام2012 عقب اغتيال السفير الأمريكي في ليبيا, قبل وقت طويل من ظهور داعش كتهديد للمصالح الامريكية في المنطقة. هذا الحادث الذي مس بسكعة الولاياتالمتحدة أثار استياءها من الربيع العربي ورافق ذلك فشل الربيع العربي في مصر. حيث تسبب حكم الإخوان المسلمين في مصر بخيبة أمل للولايات المتحدة ليس فقط لانزلاق الاخوان في السياسة السلطوية, بل أيضا بسبب فشل الإخوان في ترك مسافة بينهم وبين الجماعات المتطرفة والذي ظهر في خطابهم السياسي المحرض علي العنف. تركياوالولاياتالمتحدة يختلفان في الكثير من قضايا الشرق الاوسط وليس فيما يتعلق بسوريا فقط حيث تؤيد تركيا سياسات الاخوان المسلمين وكانت الاكثر عداء لمصر عندما سقط حكم الاخوان بها. وبالاضافة الي ذلك يكمن قلق الحكومة التركية في احتمالات تحقيق مكاسب سياسية كردية في المنطقة, وعلي الرغم من اقتناع تركيا بانتهاء' عملية السلام' مع الأكراد, أصبحت الولاياتالمتحدة والغرب أقرب إلي الاعتراف بالوضع السياسي للأكراد السوريين, ويحرصون بشكل متزايد علي دور واحتمالات ايجابية للاكراد كحليف ضد الإسلام الراديكالي في المنطقة. وأخيرا فإن تركيا لا تزال تأمل في لعب دور في الشرق الأوسط الجديد, في حين أن القوي الإقليمية ضربت هذا الهدف التركي في مقتل من خلال اتحادها ضد صعود الاخوان المسلمين وغيرهم من الجماعات المتطرفة, وعلي رأس تلك القوي مصر والسعودية والامارات. وعلي الرغم من الجهود الحكومية التركية لتقديم زيارة بايدن كقصة نجاح فان الخلافات كانت أمرا مسيطرا علي الزيارة بأكملها حيث رفضت واشنطن اعطاء اشارات ايجابية لجعل أولوياتها في سوريا لاسقاط نظام الاسد حيث فقدت أمريكا ايمانها بقوة دور المعارضة السورية المعتدلة علي الارض مما جعل من الصعب التعويل عليها بشأن مواجهة قوي التطرف المتنوعة في سوريا ونظام الاسد من ناحية أخري, بينما أكد بايدن علي ضرورة التعاون الاقليمي بين مصر وتركيا واسرائيل ولبنان في قضايا المنطقة.