تواصلت حركة التدفق السياحي إلي محافظة البحر الأحمر بعد فترت طويلة من التراجع الشديد الذي أصاب هذا القطاع وأدي إلي انكماشه حيث استقبل مطار الغردقة الدولي نحو14 ألف سائح من الأجانب والمصريين كانوا علي متن نحو95 رحلة شارتر قادمة من الخارج أغلبها من روسيا وإيطاليا والتشيك وإنجلترا بالإضافة إلي رحلات مصر للطيران القادمة من القاهرة. ولأول مرة يلعب المصريون دورا كبيرا في زيادة نسبة الإشغالات الفندقية حيث تراوحت نسبة تواجدهم ما بين18 إلي20% من إجمالي نسبة الإشغالات العامة والتي بلغت نحو80% علي المستوي العام لفنادق الغردقة وسفاجا والقصير ومرسي علم ولأول مرة تحتل مدينة سفاجا مقدمة الإشغالات الفندقية متفوقة علي مدينة الغردقة حيث بلغت نسبة إشغالات فنادقها نحو85% وذلك بسبب الإرتفاع الكبير بنسب الإشغالات الفندقية في المنتجعات السياحية الواقعة شمال المدينة بمنطقة سوما باي ومكادي والتي وصلت نسبة الإشغالات بها إلي100% في بعض فنادقها وجاءت الغردقة في المركز الثاني بنسبة إشغالات عامة علي مستوي الفنادق الكبيرة والصغيرة بلغت83% بينما هناك عدد كبير من فنادقها خاصة منطقتي سهل حشيش والجونة كانت نسبة الإشغالات بها قد وصلت إلي100% وفي ظل هذا الرواج السياحي بمنطقة البحر الأحمر تبرز مشكلة وهي تتعلق بحركة السائحين بالشارع فلم تعد حركة السائحين الأجانب في شوارع الغردقة علي وجه الخصوص كما كانت عليه في الماضي, حيث تراجعت بشكل حاد مما جاء بتأثير سلبي علي مشروعات الظهير السياحي وتراجع حركة البيع والشراء في البازارات والكافتيريات والمطاعم وغيرها ويري كثيرون من أبناء المنطقة والعاملين بهذا القطاع أن سبب تراجع حركة السائحين بالشوارع ترجع إلي عوامل عديدة أولها الصورة السلبية التي رسمها الإعلام الغربي عن الحالة الأمنية في مصر عقب ثورتي25 يناير و30 يونيوكما لعب مندوبوشركات السياحة التورليدر دورا في تراجع الحركة السياحية بالمنطقة. يقول عارف عيسي النجار أحد العاملين بحركة نقل السائحين الأجانب داخل مدن المحافظة وغيرها إنه خلال الفترة الأخيرة اتبعت بعض شركات السياحة الكبري أسلوبا لاحتواء جميع تحركات السائحين الأجانب التابعين لها من خلال استخدام سيارات هذه الشركات في تنقل السائحين داخل المدن وللأسف يتم تحديد أماكن معينة للسائحين للذهاب إليها وهذه الأماكن يرتبط أصحابها بمصالح هذه الشركات ويقوم أصحاب المحلات بها بمنح نسب مالية لما يسمي ب التورليدر وبالتالي لا تترك حرية التجوال للسائحين كما كان من قبل وهناك شركات يقوم مندوبوها بتخويف السائحين بعدم التحرك بمفردهم خارج الشركة وإقناعهم بأن الحالة الأمنية غير جيدة وهذا علي عكس الحقيقة فالحالة الأمنية بمحافظة البحر الأحمر ممتازة للغاية ولا يوجد ما يعكر الصفو وهذه الأسباب أدت إلي ركود في حركة البيع والشراء وتجوال السائحين. بينما يؤكد اللواء حاتم منير الأمين السابق لغرفة المنشآت السياحية أن مندوبي شركات السياحة والمرافقين للأفواج السياحية يلعبون دورا كيبرا في توجيه حركة السائحين في الشوارع وخلال جولاتهم الحرة حيث يوهمون السائحين بأن هناك جشعا واستغلالا من أصحاب بعض المحلات والبازارات وغيرها ويوجهونهم إلي أماكن معينة لهم مصالح مع أصحابها ويطالب الشركات السياحية بالتنبيه علي مندوبيها بعدم استخدام هذه الأساليب والعمل علي بث الطمأنينة في نفوس السائحين وعدم تخويفهم من التجول في الشوارع سواء كانوا أفرادا أومجموعات. كما يطالب عبد الله حسن علي أحد أبناء الغردقة أصحاب المشروعات الصغيرة مثل البازارات وغيرها بتوجيه سلوك العاملين لديهم إلي حسن استقبال السائحين وعدم استغلالهم في عملية البيع خاصة الذين يسمون ب الخرتية حيث إن لهم سلبيات تؤثر علي حركة تجوال السائحين كما يطالب بالتصدي لبعض التصرفات التي يرتكبها أصحاب التاكسيات والسيارات التي تعمل في حركة نقل السائحين والتي تؤثر سلبيا علي حركة تجوال السائحين بالشوارع.