تحت عنوان واشنطن تستخدم ورقة الكيماوي من جديد لشن الحرب علي سوريا نشرت مجلة فورين بوليسي تقريرا أشارت فيه إلي أن خوض واشنطن ولندن لتلك الحرب يذكرنا بغزو العراق عام2003, بل وقد تكون تلك الحرب الجزء الثاني من فيلم العراق الذي كبد البلدين خسائر بشرية ومادية كبيرة جدا,لذا فعليهم توخي الحذر تلك المرة من خلال التأكد من المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها بشأن الهجوم الكيماوي نظرا للخطأ الفادح الذي وقع فيه البلدان وخوضهما الحرب بناء علي معلومات استخباراتية اكتشفنا بعد ذلك أنها مغلوطة. وأكدت أن الأمر لا يحتمل أي أخطاء كالتي حدثت في العراق والتي لاتزال واشنطن تدفع ثمنها والتي قسمت العراق وأحرقتها بالحرب الطائفية, متسائلة لماذا هرعت واشنطن بالدفاع عن السوريين خوفا من الأسلحة الكيماوية التي يستخدمها الأسد وسمحت عام1983 للرئيس الراحل صدام حسين باستخدامها تحت وصايتها لإبادة الإيرانيين خلال الحرب العراقية الإيرانية. وأضافت أن الحرب علي سوريا ستكون أكثر شراسة وضراوة من العراق في ظل الدعم المالي والعسكري واللوجستي الذي تقدمه روسيا وإيران للأسد, كما أن رد الفعل سيكون غير محسوب وقتها, فقد تدفع الصدمة طهران وحزب الله وسوريا إلي شن هجوم انتقامي علي تل أبيب ردا علي الهجمات العسكرية الأمريكية, وهو ما دفع إسرائيل إلي إعلان حالة التأهب خوفا من أي رد عسكري. ومن جانبها, قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إن الغرب يدق طبول الحرب علي سوريا وأنه رغم سياسة النأي بالنفس التي اتبعها الرئيس الأمريكي باراك أوباما إزاء الأزمة السورية طوال العامين الماضيين إلا أنه سرعان ما استجاب للضغوط الدولية, معلنا أنه سيرد وبقوة علي استخدام الأسد للاسلحة الكيماوية ضد شعبه,لذا فإن واشنطن بصدد توجيه ضربة قوية تستهدف أهدافا عسكرية للجيش السوري وذلك كإجراء عقابي للأسد. وفي الوقت الذي حذرت فيه الصحيفة الولاياتالمتحدة من خوض تلك الحرب التي سيبدأ فيها الغرب تدمير كل الأهداف العسكرية للجيش السوري والمقرر لها الخميس أو الجمعة من هذا الأسبوع, أكدت أن استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجريت علي شريحة كبيرة من الشعب السوري تؤكد رفضه انخراط بلاده في الحرب الأهلية السورية وذلك رغم تبرير أوباما للرأي العام ضرورة خوضه مثل تلك الحرب. وأشار المحللون إلي أن الأمريكيين يسعون إلي إنهاء الحرب دون دخول بلادهم علي خط الصراع خوفا من تكرار مأساة العراق لذا فإنهم يعتبرون شن عملية عسكرية محدودة لواشنطن لتدمير معاقل قوات الأسد أو فرض منطقة حظر جوي علي سوريا يعد نجاحا وإنجازا كبيرا دون تورط مباشر للولايات المتحدة في الحرب التي قد تجر البلاد إلي صراع طويل كما حدث في العراق. وأضاف المحللون أن استراتيجية أوباما لا تفضل الحروب لأنه يعلم جيدا أن تكاليف الدخول في صراع عسكري سيكلف بلاده الكثير لذا فإنه دائما ما يعارض خوض تلك الحروب التي يصفها بالغبية إلا أن وقوفه صامتا لما يحدث بسوريا قد يثير الكثير من علامات الاستفهام خاصة بعد استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية الأسبوع الماضي والتي تسببت في مقتل أكثر من1300 شخص أغلبهم أطفال. ورغم تأكيد عدد من المسئولين البارزين أن الضربة العسكرية ستكون محدودة وقصيرة المدي ولن تستغرق أكثر من يومين, من خلال استخدام صواريخ كروز أو قاذفات قنابل بعيدة المدي تستهدف أهدافا عسكرية تابعة للجيش النظامي مباشرة دون الاقتراب من ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية, إلا أن ذلك يثير مخاوف الكثيرين حتي مسئولي الإدارة الأمريكية الذين باتوا يبحثون عن مخرج قانوني يجيز ويبرر تلك الضربة خوفا من القانون الدولي.