«حبوب السعادة».. هكذا يصف ملايين المواطنين في الهند الشوكولاتة التي غرس عشقها في شبه القارة الآسيوية منذ فترة الاستعمار البريطاني للبلاد . وتعد الهند واحدة من أكثر أسواق الشوكولاتة نموا خاصة بعد أن هيمنت واحدة من أكبر العلامات التجارية البريطانية في صناعة الشوكولاتة علي البلاد منذ وصولها لأول مرة أثناء الاستعمار البريطاني للبلاد ، وقيامها بإنشاء خط إنتاج لها بعد حصول الهند علي الاستقلال عام 1947. علاوة علي ذلك قامت بتوفير قطع الشوكولاتة بأسعار مخفضة في ملايين المتاجر، مما جعلها تتفوق علي الأنواع الأوروبية الأخري أينما وجدت، وتستحوذ علي ثلث إجمالي مبيعات الشوكولاتة في الهند خلال السنوات الأخيرة . وفي محاولة لتحدي الهيمنة البريطانية علي سوق الشوكولاتة في الهند، ظهر عدد من المنافسين المحليين من بينهم جاني كونكيبودي (47 عاما ) التي تعتمد في تصنيع الشوكولاتة علي حبوب الكاكاو من المزارع الهندية، ويتم مزجها بنبات الهيل أو الحبهان, بالإضافة إلي الفستق وجوز الهند، ووضعها في عبوات مزينة برسم توضيحي شعبي للطاووس (طائر الهند الوطني). وتحرص كونكيبودي علي أن تحظي الشيكولاتة الداكنة بتقدير أكبر داخل الهند من خلال التأكيد علي فوائدها الصحية وصنع حلويات خالية من السكر المكرر, كبديل للعلامات التجارية المتواجدة في السوق الهندي و جذب المزيد من العملاء من خلال دمج النكهات المألوفة لدي الهنود مثل الورد والهيل لمواجهة الأذواق الأخري . وعلي الرغم من انخراط المزيد من الهنود في تجارة الشوكولاتة داخل الهند وخارجها علي أمل الاستفادة من شعبية هذه الحلوي، إلا أنهم يواجهون تحديا أكبر من مسألة التمويل أو التوزيع، ألا وهو الحنين الدائم إلي العلامة التجارية البريطانية المنافسة، فهي متأصلة بعمق في الوعي الهندي بحيث لا تستطيع أي شركة تغييرها, ولذلك تضاءلت مبيعاتهم مقارنة بنظيراتها من الشوكولاتة المنافسة .