ما لبثت السياحة المصرية أن تتنفس الصعداء بعد أن مرت احتفالات العيد الأول لثورة 25 يناير على خير، و بدأ الطلب السياحى يزداد على مصر حتى تحطمت أحلام العاملين فى السياحة فى انتعاشها فى عام 2012 على صخرة حوادث الانفلات الأمنى الذى شهدتها أنحاء متفرقة من مصر ولعل أشدها تأثيرًا كان مذبحة بورسعيد، وحوادث السطو المسلح. وأكد الهامى الزيات، رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية، أن السياحة فى مصر دخلت نفقًا مظلمًا بعد أحداث الانفلات الأمنى التى تعرضت لها أماكن متفرقة فى البلاد، والتى كان أفظعها مذبحة استاد بور سعيد، التى راح ضحيتها 73 شخصًا، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الإلغاءات فى الحجوزات السياحية قد تمت على مدار الأيام الماضية بالإضافة إلى عدم وجود طلبات جديدة على السياحة المصرية وهو ما يمثل خطرًا كبيرًا. وأوضح الزيات أن 15 فبراير المقبل سيتحدد مصير السياحة المصرية من منظمي الرحلات في الخارج، وأن شركات السياحة العالمية قد تتجه إلى رفع مصر من قائمة برامجها السياحية خلال العام الحالي، متأثرة بالانفلات الأمني إضافة إلي عدم حصول الشركات على مستحقات تسويق لتلك البرامج. وأشار الزيات إلى أنه بات مؤكدًا خروج السياحة المصرية من الموسم السياحى القادم الذي يبدأ في شهر نوفمبر 2012 وأن السياحة لن تستعيد عافيتها إلا بحلول عام 2014 بشرط عودة الأمن والاستقرار لربوع مصر. وقال الزيات إن السياحة الشاطئية ربما تكون أقل القطاعات تأثرًا بالأحداث، معتمدة على الطيران العارض القادم مباشرة إلى مدينتى شرم الشيخ والغردقة، خاصة لتميز مناخ مصر وقلة المنافسين فى فصل الشتاء، ورغبة شركات الطيران تحقيق مكاسب خاصة فى ظل الانخفاض الكبير لأسعار الفنادق والخدمات السياحية هذه الأيام، مبينا أنه لا يمكن تقدير تراجع الحجوزات لأنها تعتمد على اللحظات الاخيرة وهى بمثابة فرص ضائعة للشركات والفنادق. ومن جانبه أكد حسام الشاعر، رئيس غرفة الشركات السياحية، أن أحداث بورسعيد سيكون لها تأثير كبير على الحجوزات السياحية إلى مصر، التى انخفضت بالفعل على مدار الأيام القليلة الماضية بنسبة 50% عما كان متوقعًا بالنسبة لعام 2012 متوقعا أن خسائر القطاع السياحى لن تقل عن 6 مليارات دولار هذا العام، إلا إذا عاد الهدوء والاستقرار إلى الشارع فيمكن أن تقل الخسارة بنحو 30%. وفى سياق متصل أكد عادل زكى، رئيس لجنة السياحة الخارجية بغرفة شركات السياحة، أن الحوادث والانفلات الأمنى التى حدثت فى مصر على مدار الأسبوع الماضى وخاصة أحداث بورسعيد وحادث الخطف الذى استهدف سائحتين أمريكيتين فى سانت كاترين، يعد كارثة على قطاع السياحة بكل المقاييس، حيث كانت عجلة السياحة تدور بالرغم من الأحداث التى كانت تشهدها مصر، ولكنها على رغم من كل شيء لم تستهدف السائحين، وهو ماكنا نؤكد عليه لوكلائنا فى الخارج من منظمى الرحلات السياحية وأثناء المعارض والمؤتمرات السياحية، الأمر الذى كان يشجع بعض الأفواج السياحية للوفود إلى مصر خلال فترة عام الثورة 2011. وأضاف أن القطاعين الخاص والحكومى كانا يروجان للسياحة فى منتجعات البحر الأحمر على اعتبار أنهما بعيدان عن الأحداث، أما الآن بعد أن وصل الانفلات إلى شرم الشيخ والأقصر وكل المناطق السياحية فلا يوجد شيء يجعل السياحة الأجنبية ومنظمى الرحلات يأتون إلى مصر.