"لم ترحم الصغير ولا الكبير والرصاص كان مغرقنا من كل الاتجاهات حسبي الله ونعم الوكيل".. بهذه الكلمات بدأ أحمد سلمان -48 سنة –عامل باليومية- حديثه ل"بوابة الأهرام" واصفًا كيف اغتالت يد الغدر إخوانه وجيرانه في الحادث الإرهابي في مسجد آل جرير بقرية الروضة بمركز ومدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء الجمعة الماضية. قال "أحمد سلمان" المصاب بكسور في جسده: إن العناصر التكفيرية هجمت علينا أثناء أداء صلاة الجمعة، وقاموا بإطلاق النيران علينا من أسلحتهم الآلية من داخل صحن المسجد وخارجه، بشكل عشوائي ليستشهد ويصاب المئات من المصلين، بينهم ثمانية من أقاربي في حادث دموي مروع. "توجهت لأداء صلاة الجمعة بصحبة زوج خالتي وفجأة انهمرت علينا طلقات الرصاص".. هكذا يحكي لنا عيد أحمد –طالب ثانوي- والدموع تغرق عينيه لإصابته بطلقات نارية في جسده، مستكملا حديثه "المصلين من داخل المسجد وخارجه سقطوا بجواري والعدد كان بالمئات من الضحايا شهداء وآخرين تعرضوا لإصابات جسيمة وكنت من بينهم، والغريب في الأمر أن العناصر التكفيرية التي قامت باستهدافنا ظلت تردد الشهادة، والدماء تنزف من الضحايا". "نزحت من مدينة الشيخ زويد للإقامة في مدينة بئر العبد هربًا من العناصر التكفيرية والإرهاب حتى أفقد 18 فرد من أسرتي".. كان ذلك بداية حديث سليمان سليم –موظف بالأوقاف- الذي أصيب بطلق ناري في الكتف، مشيرًا أنه منذ أربع سنوات هرب من العمليات التفجيرية التي تحدث في الشيخ زويد وتستهدف المواطنين الأبرياء، وبصحبة أسرته التي فقد منها في مسجد آل جرير 18 فردًا بينهم من بينهم نجله الأكبر وشقيقيه وأولادهما والباقي من أولاد العم، مرددًا "لن يهدأ لنا بال سوى القصاص من الجبناء الخونة وندرك أن القوات المسلحة والشرطة سوف تلاحقهم وتجهز عليهم". ويوضح عيد سلامة –حاصل على مؤهل متوسط- ومصاب بطلقات نارية في أنحاء جسده أن العناصر التكفيرية التي هاجمت مسجد آل جرير بقرية الروضة بشمال سيناء ليس لديهم دين عندما أطلقوا الرصاص من الأسلحة الآلية الموجودة بحوزتهم على المصلين أثناء أدائهم صلاة الجمعة دون تفرقة بين صغير أو كبير همهم الإجهاز علينا بأي وسيلة ممكنة، وقد فقدنا أقاربنا في هذا الحادث ونطلب من القوات المسلحة والشرطة القصاص من هؤلاء الكفار. ويؤكد سويلم محمد –أعمال حرة- مصاب بكسر في الساق اليسرى أن العناصر التكفيرية التي هاجمتنا أثناء أدائنا صلاة الجمعة بمسجد آل جرير بقرية الروضة محل إقامتنا كانت ترفع أعلام سوداء وتهتف بعبارات إسلامية أثناء إطلاقها الرصاص على المصلين من خارج المسجد وداخله ليسقط المئات من الضحايا وسط بركة من الدماء دون شفقة أو رحمة وهؤلاء أشخاص معدومي الضمير ولن يهدأ لنا بال قبل القصاص منهم ونطلب من رئيس الجمهورية تطهير سيناء منهم. الطالب المصاب عيد أحمد