أصبح قطاع التعليم الفني بوزارة التربية والتعليم، على موعد مع تحقيق نقلة غير مسبوقة في تاريخ الوزارة، بعدما اتجه إلى نسف منظومة الامتحانات الحالية وتأسيس أخرى بشكل محترف، تهدف إلى أن يكون خريج التعليم الفني شخصية مهارية محترفة تمتلك من الأدوات والمهارات والخبرة في تخصصها ما يؤهلها لأن تساعد في النمو الاقتصادي، ما يتوازى مع النهج الذي يبحث عن الرئيس عبدالفتاح السيسي. وحصلت "بوابة الأهرام" على التفاصيل الكاملة المنظومة الامتحانية الجديدة في الدبلومات الفنية، بعدما قررت وزارة التربية والتعليم تغيير المنظومة الحالية للامتحانات بشكل كامل، حتى يحقق الشكل الجديد في الامتحانات الجدوى الحقيقية من التعليم الفني بشكل عام، لتخريج طلاب أكفاء قادرين على المنافسة في سوق العمل وتوفير احتياجاته الفعليّة بعيدًا عن إنتاج آلاف الطلاب دون جدوى أو حاجة إليهم. وقال الدكتور أحمد الجيوشي، نائب وزير التربية والتعليم لشئون التعليم الفني والتدريب المهني، إن الوزارة قاربت على الانتهاء من منظومة الامتحانات الجديدة وسوف يتم الإعلان عن تفاصيلها كاملة خلال أيام قليلة، مؤكدًا أنه لا يمكن الصمت على الطريقة التي تأتي بها الامتحانات في صورتها الحالية لتحقيق أهداف مثمرة وحقيقية للتعليم الفني باعتباره قاطرة الاقتصاد المصري. أضاف الجيوشي في تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام" أن المنظومة الجديدة في الامتحانات سوف تعتمد على العملي بشكل أكبر وأعمق، بحيث يخصص لاختبارات العملي 70% من المجموع و30% على الامتحان نفسه، على أن يتم احتساب المجموع النهائي على الثلاث سنوات وليس سنة واحدة مثل ما هو معمول به حاليًا، بحيث يكون ذلك أشبه بنظام الامتحانات التراكمية. أوضح الجيوشي أنه سوف يتم تخصيص ال70 عملي وال30% في الصف الأول والثاني والثالث الفني، وليس للصف الثالث فقط، وسوف تكون اختبارات العملي في المهارات الفنية التي اكتسبها الطالب في تخصصه. أشار إلى أنه سوف يكون هناك امتحانات تتابعية، بمعنى أن كل طالب سوف يمتحن أسبوعيًا في المهارات التي اكتسبها طوال الأسبوع، إضافة إلى امتحانه في الترم الواحد مرتين بشكل عملي، إضافة إلى امتحان نهاية العام في كل سنة دراسية، وبالتالي فإنه سوف يمتحن حتى تخرجه 15 مرة عملي ونظري. وبحسب النظام الجديد في الامتحانات، فإن من يصل إلى نسبة نجاح من 70 إلى 80% في ال15 امتحانًا (لم تتحدد بالضبط النسبة حتى الآن) سوف يتم امتحانه في نهاية الصف الثالث الثانوي الفني، في مواد نظرية مؤهلة للكلية عددها 5 أو 6، مثل الرياضيات والإنجليزي وغيره، وسوف تكون هذه النوعية من الامتحانات النظرية إلكترونية دون تدخل بشري نهائيًا، وسوف تظهر النتيجة فور انتهاء الطالب من الامتحان. وحول طمان سلامة الامتحانات، ومنع دخول أي شبهات مجاملات في الامتحانات، قال الجيوشي إنه سوف يتم الاستعانة بخبراء من وزارة الصناعة لامتحان الطلاب في نهاية كل عام دراسي، وهؤلاء الخبراء لن يكونوا على معرفة بأي طالب من الدبلومات الفنية، أما الامتحانات التي سوف تقام كل شهر ونصف فسوف يقوم بها أبناء التعليم الفني. أوضح أنه بالتوازي مع هذه المنظومة الجديدة في الامتحانات، سوف يكون هناك مناهج حديثة تمامًا، تواكب شكل الامتحانات الجديد، بحيث تكسب الطالب الولاء والمهارات الفنية والإبداع العملي، على أن تكون كل المناهج مرتبطة بشكل أساسي بسوق العمل المصري، مضيفًا: "الطالب اللي هينتظم في المدرسة هو اللي هينجح في النظام الجديد". وقال الجيوشي إن هذه المنظومة تستهدف أن يكون طالب الدبلومات الفنية مهاريًا ومحترفًا، وليس مجرد متلقٍ أو باحث عن شهادة ليست بلا جدوى، مضيفًا: نحن نريد خريجين يصنعون الفارق في الاقتصاد المصري والمشروعات المهمة، الكبيرة والصغيرة، حتى لا يكون سوق العمل في وادٍ وخريجو التعليم الفني في وادٍ آخر".