طالب الفنان جلال الشرقاوي في لقائه برواد معرض القاهرة للكتاب بإنهاء الفرقة، والعودة فورا إلى حوار يلم الشمل، ويحمي المستقبل من مصير مرعب ينتظرنا، ويهدد حياتنا بما لا طاقة لنا به. الشرقاوي بدأ حديثه إلى الجمهور بقوله: أشعر بالفرح والحزن!.. الفرح لأنني أعود إلى معرض الكتاب لأتبادل الحوار مع نخبة متميزة من الحضور بعد غياب طال سنوات.. والحزن لما تمر به البلاد هذه الأيام وأثرت من بين ما أثرت عليه مشاركة الناس فى مناسبة ثقافية مثل معرض الكتاب.. أين كنا وأين أصبحنا؟ دعيت وتصورت أني سأسرد بعضا من مسيرتي في المسرح عبر نصف قرن متخذا من سيرتي حجة لا ستعراض تطور المسرح المصري، وأن أحاضر عن المسرح السياسي الذي أصبح سمة مميزة لمسرح الفن الذي أديره منذ ثلاثين عاما. ويقول : لم تكن ثورة يناير مفاجأة لي، ولا أغالي إذا قلت إنني تنبأت بها قبل أن تحدث بعامين.. قلت إن الثورة قادمة والسبب أنني قرأت التاريخ جيدا.. لقد مهد للثورتين الروسية والفرنسية الأدباء والمفكرون والفنانون.. الأقلام كانت تحرض على الثورة، والفن كان يضيء السبل لمواجهة الظلم والطغيان . أقلام موليير وزملائه من الأدباء غيرت مسار التاريخ الفرنسي ونفس الشيء حدث في روسيا مع أدباء آخرين.. من ذلك التاريخ استطعت التنبؤ بالثورة.. ففي مصر لم تكن أقلام الأدباء بمنأى عما يحدث في مصر من فساد لم يحدث مثله في العالم أجمع.. يوضح الشرقاوي : "لكن الشباب بجرأة وجدوا على أرض الواقع ما حلمنا به نحن الرومانسيين فعبروا واقعيا عن هذا الحلم، ونجحت ثورتهم ونجحت أيضا ثورتنا التي حلمنا بها!" . يشير الشرقاوي إلى التشرزم والانقسام والاتهامات المتبادلة؛ اتهامات بالأخونة من جانب الليبراليين، والخيانة من جانب الإسلاميين ، ويقول إن ما سبق هو سبب المأساة لتنقسم مصر إلى شطرين. ويواصل: " الديمقراطية ليست صندوق الانتخاب ولكن أن تحكم البلد الأغلبية التي تقدّر المعارضة وتتحاور معها لتصل إلى مستقبل أفضل، والأغلبية التي لا تضع في حسبانها آراء المعارضة تمارس ديمقراطية منقوصة". ويقول : "أدعو إلى الحوار، ليجتمع الشمل، والزمن كفيل بأن تندمل الجروح .. لا بد من التخلى عن الأغراض والمصالح ووضع مصر نصب الأعين هناك فقط قد تكون نقطة البداية التي نسعى إليها" .