بسبب الحرب في أفغانستان نشبت حرب أخري لكن علي المستوي السياسي داخل الحكومة الهولندية دفعت بها إلي أزمة أدت إلي سقوط الحكومة. خاصة بعد استقالة12 وزيرا من حزب العمل المشارك في الائتلاف الحاكم مع الحزب الديمقراطي المسيحي.و قد تدخلت الملكة بياتركس ملكة هولندا لإنقاذ الوضع السياسي في البلاد بتعيين12 وزيرا جديدا بصفة مؤقتة لحين إجراء انتخابات مبكرة في9 يونيو القادم. وجاء تدخل الملكة بعد يومين من المباحثات مع عدد من كبار مستشاريها وقادة الأحزاب في البرلمان وصرح عدد من أعضاء البرلمان بعد لقائهم مع الملكة بأن الاقتراح الذي حظي بالإجماع هو إجراء إنتخابات مبكرة بدلا من تشكيل حكومة انتقالية تتولي إدارة البلاد. وأوضحت مصادر مطلعة أن الوزراء الجدد الذين سيحلون محل الوزراء المستقيلين ينتمون الي الحزب المسيحي الديمقراطي وحزب الاتحاد المسيحي. وكانت الأزمة قد بدأت بعد مناقشات دارت حول قرب اتخاذ الحكومة لقرار بتمديد فترة بقاء القوات الهولندية في أفغانستان بعد الموعد المحدد لانتهائها في عام2010, فبينما أعلن رئيس الوزراء الهولندي جان بيتر بولكنيند( زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي) أن القوات الهولندية في أفغانستان وقوامها1650 جنديا سوف تبقي في أفغانستان لفترة أطول بناء علي طلب من قيادة حلف الأطلنطي(ناتو) بهدف تدريب القوات المحلية الأفغانية علي القتال شدد نائب رئيس الوزراء فوتر بوس( زعيم حزب العمل المشارك في الإئتلاف الحكومي) علي معارضة حزبه لهذا الامر. ثم دعا بوس مجلس الوزراء الي التصويت ضد طلب ناتو خلال اجتماع المجلس الذي كان من المفترض ان يعقد غدا مما ادي الي تزايد سخونة الموقف الذي انتهي باستقالة وزراء حزب العمل من الحكومة.والخلاف حول افغانستان هو ثاني مشكلة تحدث انقساما بين الحزبين الشريكين في الحكومة خلال الأسابيع القليلة الماضية. وكانت المشكلة الأولي الدور الهولندي مع قوات التحالف في العراق. وبالرغم من تبريرات فوتر بوس لموقفه بأنه نابع من التزامه تجاه الناخبين الذين وعدهم بعدم الإستمرار في أفغانستان فإن عددا من المحللين في بعض الصحف الهولندية ساقوا تبريرات أخري لموقف حزب العمل من أهمها ان هذا الموقف ما هو الا مناورة سياسية لكسب المزيد من الأصوات في الانتخابات المحلية المقبلة خاصة بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي أنه من المتوقع أن يمني حزب العمل بخسائر فادحة في هذه الانتخابات. ويبدو أن هذا التفسير هو الأقرب إلي القبول لكثير من المراقبين السياسيين في هولندا.وعلي الصعيد العسكري حذر الخبير العسكري روب ديفيك في تصريحات للإعلام الهولندي من أن رفض طلب حلف الأطلنطي سوف تكون له نتائج سلبية بالنسبة لهولندا لأنه سيمثل إهانة لكل من سكرتير عام حلف الأطلنطي ونائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي كان يؤيد هذا الطلب. وأعرب ديفيك عن خشيته من ان تدفع بلاده ثمنا باهظا لهذا الموقف السياسي مثل تقلص دور هولندا داخل حلف الناتو وفشلها في الفوز بأي منصب مهم بين صفوفه. كما اعرب عن مخاوفه من ان ينطبق هذا ايضا علي المنظمات الدولية الاخري التي تنتمي هولندا الي عضويتها بما في ذلك الاتحاد الأوروبي. إن تأثيرات هذا الموقف وإن كانت تدور داخل هولندا حاليا في شكل أزمة سياسية فإن البعض في حلف الأطلنطي يخشي من أن تتجاوز حدود هولندا إلي دول أخري مشاركة بقوات في أفغانستان لأن ذلك يمكن أن يشجع علي زيادة مطالب المعارضين لمشاركة قوات بلادهم في الحرب في أفغانستان باتخاذ نفس موقف نائب رئيس الوزراء الهولندي في التمسك بعدم مد فترة بقاء قواتهم في أفغانستان.