اكتب إليك بعدما انتهت بي كل السبل وأقفلت في وجهي جميع الأبواب ولم يتبق لي إلا رحمة ربي التي انزلها علي عباده الذين اصطفي لمساعدة العباد في الأرض وقضاء حوائجهم. تتلخص حكايتي سيدي في ابنتي الوسطي, حيث انه عند ولادتي لها منذ نحو9 سنوات ونصف السنة حدث لها اختناق بسيط لعدة ثوان نتيجة التفاف الحبل السري حول رقبتها وتم تخليصها علي الفور, وما كنت أعلم أن هذه الثواني فارقة في طريق الآلام طوال عمرها. لم ألحظ ذلك إلا عندما وصلت إلي عامها الثاني ولم تتكلم بعد.. إلي هنا والأمور طبيعية لكنني لاحظت بعض العنف والعصبية في تصرفاتها ولما أتمت عامها الثالث ولم تتكلم سوي بعض الحروف والكلمات غير المفهومة وازدادت تصرفاتها العنيفة ذهبت بها إلي احدي الطبيبات المشهورات بمنطقة مصر الجديدة وياليتني ماذهبت وصفت الحالة بأنها تأخر في النمو والإدراك وكتبت لي دواء مشتقا من زيت كبد الحوت وطلبت الانتظام في تناوله. وهنا كانت الطامة الكبري حيث لم يحدث الدواء فارقا في الكلام أو النمو وإنما تسبب في زيادة كهرباء المخ وإصابتها بنويات تشنج متتالية مازالت تعالج منها حتي الآن. سيدي الكريم لقد طفت بابنتي هذه علي أفضل الأطباء في تخصص المخ والاعصاب ولا من مغيث, هناك من يقول انها تحتاج إلي جلسات تخاطب ومن يقول مركز تأهيلي وهي بالفعل في أحد المراكز التأهيلية ومنتظمة في جلسات التخاطب ولا استجابة حتي الآن وهناك بعضهم من يقول إنها عندما تتكلم سيرتفع مستوي الإدراك وربما تشفي.. أخبرني سيدي كيف تتكلم إذا لم تجد جلسات التخاطب نفعا لسنوات طوال. بديهي ياسيدي سوف تسألني أين والدها من كل هذا؟! وأجيبك سيدي انه منذ أن علم بحالتها وقد رفع يده عن الانفاق عليها بل وعن بقية اخواتها وافتعل معي الخلافات التي أفضت إلي انفصالنا في النهاية وفوق ذلك عدم مساعدته بالانفاق عليها وعلي أخواتها. هذا ما دفعني للكتابة إليك.. لا اطلب معونة أو احسانا وإنما أملي ان يتطوع أحد قرائك من الاستشاريين المميزين في مجال المخ والاعصاب والتخاطب وامراض الكلام لتبني حالتها وإعادة فحصها مرة أخري لعل الله يجعله سببا في شفائها وعلاجها ومتابعتها. وأنا أعلم تمام العلم ويقين المعرفة أن من بين قرائك من ذوي القلوب الرحيمة من لن يتأخر عن علاج ابنتي ويجعله الله سببا في الشفاء وجميع التحاليل والاشعات وأوراق مراكز التأهيل واختبارات الذكاء والتوحد موجودة لمن يرغب في الاطلاع. والدة الطفلة هايدي المحرر: أثق مثلك في أن دعوتك كأم متألمة وحزينة لحال طفلتها ستلقي اهتماما وسعيا من علمائنا الكبار في مصر والعالم العربي ونحن في الانتظار.