انتقد علماء الدين الإسلامي الاتهامات الأمريكية والغربية الموجهة للإسلام وعدد من الدول الإسلامية بنشر الإرهاب والفكر التكفيري. واكدوا أن دعم المجاهدين الأفغان وقت الاحتلال السوفيتي كان عملا شريفا وان موجات الإرهاب والعنف التي تلت تحرير أفغانستان لا تتحمل مسئوليتها الدول الإسلامية. ودعا المشاركون في المؤتمر الي الإسراع بتأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب بالفكر المستنير ونشر مبادئ الإسلام الوسطي وتحسين صورة الإسلام في الخارج. وطالبوا بتفعيل مبادرات الحوار بين الأديان والثقافات مؤكدين ان الحوار مع الآخر يعد قيمة اسلامية حضارية أرساها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. وقال الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ان وصم الإسلام والجهاد والدفاع عن الأوطان المحتلة بالإرهاب هو اتهام باطل ومجحف, وان ما تقوم به فلول الإرهاب وتنظيم القاعدة هو من مخلفات فكر تكفيري غزا أفغانستان, واستغل سوء أوضاعها كي يزحف منها إلينا, ويناصب الدنيا العداوة والبغضاء, مطالبا بضرورة مخاطبة الغرب باللغة التي يفهمها وتصحيح صورة الإسلام والمسلمين في الخارج. واستعرض الفيصل الدعم الحكومي لبلاده لأفغانستان مشيرا إلي أنه شمل الدعم السياسي الصريح في المحافل الدولية, والدعم المستور الذي شمل المساعدات المباشرة للمجاهدين من عتاد عسكري وغذاء وكساء ومواد بناء. ووصف الفيصل حالة الفصائل الأفغانية بأنها كانت دائما ما تتفق علي الاتحاد ثم تنقض العهد وتعلن التفرق في اليوم التالي, وكان آخر مبلغ صرف علي المجاهدين وبمعرفتهم20 مليون دولار لمشروع الملك فهد لإعمار أفغانستان وذلك بعد أن تأسست الحكومة الأفغانية بعد لجوء نجيب الله إلي مقر الأممالمتحدة, وقد أوقفت المملكة الدعم عن الفصائل ولكنها استمرت في دعم الشعب الأفغاني وفي يومنا هذا تجاوب الملك عبد الله مع المطلب الأفغاني ليستمر في تقديم يد العون فسخر المكان للمفاوضات بين الحكومة وحركة طالبان قبل عامين ونصف العام, ولحرصه علي سلامة القضية الأفغانية ونقائها من كل شائبة واشترط علي طالبان أن يقطعوا صلاتهم بالقاعدة قبل أن تمد لهم المملكة يدها. وأوضح الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام إن المملكة انتهجت سياسة حكيمة لدعم القضايا العربية والإسلامية, جنبتها الانزلاق في الفتن أو دعم أطراف متنازعة علي حساب أطراف أخري وأشاد خوجة بنجاح المملكة بقيادة الملك فهد يرحمه الله والملك عبدالله ولي العهد آنذاك يحفظه الله في تسوية الصراع اللبناني في اتفاق الطائف, الذي كان ثمرة جهودها في وقف النزاع في لبنان ومحاولاتها المستمرة. وقال إن الدور السعودي في الوفاق اللبناني جزء من الدور المهم الذي هدفه إنهاء الخلافات العربية الداخلية والإقليمية, ويأتي انسجام طبيعة هذا الدور مع تصورات المملكة لأسس الوفاق العربي التي من أهمها ضرورة عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول والحل بالطرق السلمية. وحول دور السعودية في دعم الأقليات المسلمة في شرق آسيا تعرض الدكتور عبد الحكيم الطحاوي استاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الزقازيق لدور السعودية في دعم الأقليات الإسلامية بالفلبين واليابان.