الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودي الاسبق: تحرير أفغانستان عمل شريف أما الإرهاب فهو عمل إجرامي صرح الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بأن تحرير أفغانستان من الغزو السوفيتي في الربع الأخير من القرن الماضي عمل شريف لا تشوبه شائبة وهو ثمرة الجهاد الأفغاني، واصفًا الإرهاب بالعمل الإجرامي الذي أسس له من خارج الجهاد من بقايا الفكر التكفيري. وقال الفيصل الذي كان حينها رئيسا لجهاز الاستخبارات السعودية في حوار له بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ضمن فعاليات المؤتمر العالمي الأول عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة القضايا الإسلامية أمس: إن عدد من شارك من المتطوعين في القتال مع المجاهدين كان يسيرا جدا لا يتعدي العشرات وذلك طوال مرحلة الجهاد، مشيرًا إلي إسهام باكستان والولايات المتحدة في هذا الدعم المستور، وعلّل حرص المملكة والولايات المتحدة علي أن يكون الدعم مستورا بالخوف من تعرض باكستان للهجوم السوفيتي إذا علم بدعمها للمجاهدين الأفغان، وقال إن الوضع كان يتطلب أخذ الحيطة لأن المد الشيوعي كان في نهاية القرن المنصرم يمتد في كل اتجاه وكانت لدينا في الجزيرة العربية حكومة شيوعية، وفي جنوب شرق آسيا أدت هزيمة أمريكا في فيتنام إلي تحول دول المنطقة إلي الشيوعية. وقسم الفيصل الدعم الحكومي السعودي لأفغانستان إلي ثلاثة أقسام الدعم السياسي الصريح، الذي شمل حملة المملكة لواء نصرة الأفغان في المحافل الدولية، حين قوبلت محاولات المملكة للتنديد بالغزو السوفيتي لأفغانستان بما سماه الرفض المخزي من قبل دول عربية آثرت مصالحها مع السوفييت علي دعم الإخوة الأفغان، والدعم المستور الذي شمل المساعدات المباشرة للمجاهدين من عتاد عسكري وغذاء وكساء ومواد بناء وضعت في جداول متقنة لكل فصيل مجاهد بحسب أدائه ونقلت إليه إما علي ظهور الرجال وإما علي ظهور البغال لأن طبيعة الأرض حتمت الاستغناء عن السيارات والطائرات، ومن الأمور التي أصر عليها المجاهدون ألا نزودهم بالرجال لأن عندهم ما يكفيهم وأبقوا علي المتطوعين في معسكراتهم حريصين علي ألا يصيبهم أذي. وأكد الفيصل أن دعم المملكة واستماتة المجاهدين مكن العالم أن يوقف ذلك المد الشرير ويبطله فسقوط الاتحاد السوفيتي هو ثمرة الجهاد. ووصف الفيصل حال الفصائل الإفغانية بأنها كانت دائما ما تتفق علي الاتحاد ثم تنقض العهد وتعلن التفرق في اليوم التالي، كان هذا ديدنهم، يعلنون الوحدة يوما ويبطلونها في اليوم الذي يليه، وكان ديدن قادة المملكة هو عدم الاستلام لهذا الوضع وبذلك الجهد في محاولات رأب الصدع، وكانت آخر محاولة عام 1415ه، وكان آخر مبلغ صرف علي المجاهدين وبمعرفتهم 20 مليون دولار لمشروع الملك فهد لإعمار أفغانستان وذلك بعد أن تأسست الحكومة الأفغانية بعد لجوء نجيب الله إلي مقر الأممالمتحدة.