في إطار الاهتمام بموضوع العنف الاسري الذي ينتشر في مجتمعاتنا نظمت مؤسسة النواة للتوعية والتنمية مؤتمرها الاول الذي ركز علي تفعيل دور الاعلام والفن في بلورة مفهوم صحيح للعنف الأسري وتسليط الضوء. علي المشكلة من خلال انتاج الافلام القصيرة تتناول هذه القضية وتوضح ابعاد المشكلة لأفراد المجتمع وصانعي ومتخذي القرار. ويأتي هذا المؤتمر في اطار أنشطة مشروع نحو أسرة خالية من العنف الذي تنفذه المؤسسة بالتعاون مع منظمة أصوات حيوية والذي يعالج جزءا من أبعاد هذه المشكلة من خلال زيادة قدرة العاملين والعاملات بالجمعيات الأهلية والمدارس من إخصائيين اجتماعيين ونفسيين علي مواجهة هذه الظاهرة وتنمية مهاراتهم القانونية والنفسية وفي البداية أوضحت ماجدة بدوي رئيسة مجلس أمناء مؤسسة النواة للتوعية والتنمية جهود المؤسسة في هذا الموضوع ومحاولة الوصول إلي الأسرة الآمنة التي اتخذته شعارا لهذا المشروع. وأكدت مني علي الدين مديرة المشروع أنه يأتي في اطار تراكم عمل الجمعيات الاهلية في مصر لانهاء هذه الظاهرة من خلال اشراك صانعي القرار لأن دور الجمعيات الاهلية ليس بديلا عن مؤسسات الدولة بل هو شريك ومكمل لها فالعنف لا يوجد ما يبرره ولا يوجد سبب لممارسته وفقا لكل الاتفاقيات الدولية والأديان السماوية والتقاليد الايجابية في مجتمعاتنا التي يجب بثها في النفوس وإعادتها مرة أخري. أشار المستشار أحمد الحريري المستشار الاعلامي لوزارة الاعلام أهمية تكاتف جهود منظمات المجتمع المدني التي أصبح دورها الآن مهما في تنمية المجتمع في مصر بالتعاون مع مؤسسات الدولة خاصة المؤسسة التعليمية. وأشارت د. حنان غديري مسئولة التأهيل بمستشفي الصحة النفسية الي التأثير السلبي للأعمال الدرامية التي تعرض مشاهد العنف مؤكدة إن فطرة الانسان خلقت علي الحب والعدوان والمجتمع يقوم بتدعيم أحدهما علي حساب الآخر. هذا ما أكده أيضا المستشار عصام عفيفي موضحا أن العنف حقيقة واقعة وغائبة طوال الوقت والله قد فطر الانسان علي الخير والحق والجمال, والعصبية سلوك غريب يؤدي لنتائج تخالف فطرة الانسان ودعا إلي إشراك المتخصصين من علماء الاجتماع والاقتصاد لمناقشة هذه الظاهرة. وعلق الكاتب مجدي حلمي علي تعريف العنف في المواثيق الدولية محددا أنواعه ومنها النفسي واللفظي والجسدي مؤكدا تأثير الازمات الاقتصادية علي ارتفاع معدلات العنف في العالم موضحا أن النسبة الطبيعية للعنف تتراوح بين3% إلي75% في حين وصلت نسبته في مصر إلي أكثر من40%. ودعت الاعلامية بثينة كامل إلي نشر آليات للحوار بين أفراد المجتمع بأسره بعيدا عن قيم العنف الذي طغي كقيمة سلبية لم يشهدها مجتمعنا المصري من قبل, كما تحدثت في اللقاء الفنانة سهير المرشدي التي دعت الي وقفة مع أنفسنا لانهاء العنف في مجتمعنا وإعادة قيم التسامح والسلام النفسي من خلال الفن الذي يرقي بالانسان ويقدم النموذج للأسرة المصرية. ثم طرحت الأديبة سعاد سليمان القضية من أبعادها المختلفة وتساءلت: هل تبدأ مقاومته بالفرد أم بجماعة تعمل علي إيجاد تيار من الوعي بالعنف ثم تحويل الوعي الي ممارسة علي الذات والآخر مشيرة إلي أن سلوكيات الزحام هي التي توجد ثقافة الزحام المولدة للعنف. ودعا الكاتب السوداني فيصل مصطفي المثقفين والأدباء إلي القيام بدورهم في مواجهته عبر تكريس التسامح في ابداعهم. وفي ختام المؤتمر أكد المشاركون أهمية تفعيل الدور الايجابي لوسائل الاعلام المختلفة ودور الفن في زيادة وعي المجتمع بمشكلة العنف الأسري وآليات مواجهته وتكاتف جهود الدولة بمختلف مؤسساتها مع مؤسسات المجتمع المدني لحل هذه المشكلة.