بعد يوم من تلقي ديفيد ميليباند ضربة قاسية وهزيمة نكراء علي يد شقيقه الأصغر إيد بفوزه بزعامة حزب العمال البريطاني المعارض. كشفت الصحف البريطانية في أعدادها الصادرة أمس عكس ما كان متوقعا عن صور عناق الشقيقين التي أوحت بعدم تأثير هذه المفاجأة غير المتوقعة علي علاقاتهما ببعض. وعلي الرغم من موت حلم زعيم حزب العمال السابق بسكين شقيقه إيد, فإنه استقبل نبأ هزيمته بعناق شديد وتهان ونظرات تنم عن مشاعر مختلطة من أخوه ونشوة بنصر أخيه وفي الوقت نفسه شعور بالهزيمة وخيبة الأمل. وكشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن مشاعر السعادة والبهجة التي لم يستطع إيد أن يخفيها عن شقيقه الأكبر وكأنه هذه المرة لم يصدق أن النصر بات في جيبه وأنه تمكن من هزيمة الخصم الشرس, ألا وهو ديفيد ميليباند. وسردت معظم الصحف البريطانية بالتحليل عددا كبيرا من المقالات النقدية والتحليلية التي ترصد الجوانب المختلفة للحدث وتحاول رسم معالم شخصية الزعيم العمالي الجديد, فذكرت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية إن ديفيد ميليباند سعي أن يظهر قدرا كبيرا من رباطة الجأش خلال مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة البي بي سي عقب الإعلان عن النتيجة, وقال: إنه يوم إيد, إنه يوم كبير بالنسبة لعائلة ميليباند.. نعم هو ليس تماما ذلك اليوم الذي كنت أريده أنا لعائلة ديفيد ميليباند, إلا أن الأمور تسير هكذا وأشار إلي أنه يتعين علي الحزب أن يصطف الآن وراء شقيقه إيد, إذ إن ثمة مزاجا قويا داخل الحزب لفعل ذلك. وبسؤال ديفيد عن مستقبله رفض الحديث عنه وسط تكهنات بشأن ما إذا كان سيشغل منصبا في ظل قيادة شقيقه للحزب, لكنه قال إنه يعتقد أن الإضراب دائما ما يكون الملاذ الأخير. يأتي ذلك في الوقت الذي انفردت الأوبزرفر بنشر صورة إيد وحيدا حيث راح يلوح لمندوبي حزبه, من انتخبه منهم ومن لم ينتخبه قبل أن يلقي لهم خطاب النصر كزعيم جديد للحزب ومن جانبه تعهد الزعيم الجديد لحزب العمال المعارض في خطابه عقب الإعلان عن فوزه بطي صفحة العهد الإصلاحي لتوني بلير في الحزب و حشد مئات الآلاف من الشباب البريطانيين لحزبه, كما تعهد بأنه سيدافع عن مصالح الطبقة المتوسطة التي وصفها بانها مطوقة بين الطبقات. وأشار ميليباند في مقال نشرته صحيفة صنداي تليجراف إلي أن جيلا جديدا عهد اليه مهمة تغيير حزبنا, وقال إن الحزب سيركز من الآن فصاعدا علي استحداث بديل, لكنه سيدعم أيضا الحكومة الائتلافية عندما تكون علي حق في مسألة الاستقطاعات والتقليصات المالية. وأوضح أن سيضع نصب عينيه هدف اعادة حزب العمال الي السلطة لكن ذلك سيكون تحديا صعبا, وطريقا طويلا, لكن الحزب خطا الخطوة الاولي من خلال انتخاب زعيم ينتمي لجيل جديد. وحول ردود الأفعال من جانب الحزب المعارض لحزب العمال, نقلت صحيفة الإندبندنت عن رئيس حزب المحافظين البارونة وارسي قولها إنه- أي إيد- أعطي نكهة لاستراتيجية الهجوم المقبلة علي حزب العمال, وقالت أيضا إن إيد ميليباند لم يفز باختيار نوابه, ولم يكن اختيار أعضاء حزب العمال, لكنه نجح بأصوات الاتحاد, وهو ما يعد قفزة كبيرة إلي الوراء لصالح حزب العمال. وانتخب حزب العمال البريطاني المعارض أمس الأول إيد ميليباند زعيما جديدا له متفوقا بفارق3,1 نقطة علي شقيقه ديفيد, وزير الخارجية في الحكومة العمالية السابقة بزعامة جوردون براون, حيث حصل إيد علي65,50% من الأصوات مقابل35,49% في الجولة الأخيرة من الاقتراع.