تعهد ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني الجديد المحافظ في يومه الأول بمقر رئاسة الحكومة أمس الأول بإجراء "تغييرات جذرية" في طريقة الحكم في بريطانيا، كاشفا عن عزمه شن حملة للقضاء علي العجز في موازنة البلاد. وفي يومه الأول علي رأس أول حكومة ائتلاف في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية، قال كاميرون إن حزبه المحافظ وشركاءه الديمقراطيين الأحرار سيقودون بريطانيا «في اتجاه تاريخي جديد». وتضمن برنامج الحكومة الجديدة تعهداً بعدم الانضمام إلي اليورو، وشمل خطط تحديد الولاية التشريعية بخمسة أعوام، مما يضع حداً للنظام السابق الذي كان يسمح لرئيس الوزراء بالدعوة لانتخابات تشريعية حين يشاء. وقال كاميرون في مؤتمر صحفي مشترك مع زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار، نيك كليج الذي عينه كاميرون نائباً له «نحن نعلن عن سياسة جديدة تكون فيها المصلحة الوطنية أهم من مصلحة الحزب». وأضاف أن تلك السياسة ستكون بمثابة «تغيير تاريخي وجذري في قيادتنا السياسية... وستأخذ حكومتنا المحافظة الليبرالية بريطانيا في اتجاه تاريخي جديد». وتضمن الاتفاق علي تشكيل ائتلاف جاء في سبع صفحات، عدداً من النقاط من بينها خفض العجز القياسي في موازنة البلاد الذي يعتبر «أكثر القضايا الملحة» التي تواجهها بريطانيا. وأكد الاتفاق كذلك علي أن «بريطانيا لن تنضم وليست مستعدة للانضام إلي اليورو خلال هذه الولاية البرلمانية» كما أشار إلي أهمية إجراء إصلاحات «ضرورية» علي النظام المصرفي لتجنب تكرر الأزمة المالية التي حدثت في العام 2008 التي قال إن الحكومة السابقة تسببت بها. وأكد وزير الخارجية الجديد وليام هيج علي أن الائتلاف الذي تم الاتفاق عليه سيصمد، قائلا «لا أعتقد أن الائتلاف سيكون ضعيفاً. ستكون الحكومة قوية» مضيفاً أن النزاع في أفغانستان التي ينتشر فيها نحو 10 آلاف جندي «سيحتل الأولوية القصوي». من ناحية أخري، قفز ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني السابق الي حلبة السباق علي زعامة حزب العمال أمس الأول بعدما استقال جوردان براون من رئاسة الوزراء وزعامة الحزب المنتمي لتيار يسار الوسط. وترجح المراهنات فوز ميليباند - 44 عاما - بزعامة الحزب الذي تحول حاليا الي صفوف المعارضة للمرة الاولي منذ 13 عاما بعد خسارته الانتخابات البرلمانية. وقال ميليباند للصحفيين خارج البرلمان "انا اترشح للزعامة لاني اعتقد ان بوسعي قيادة (حزب) العمال لاعادة بناء نفسه كمدافع اصلاحي كبير عن التغيير الاجتماعي والاقتصادي في هذا البلد." ومن المرجح ان يتحول السباق علي زعامة حزب العمال الي معركة بين جناحي اليمين واليسار في الحزب واللذين سيستقيان دروسا مختلفة من هزيمة الحزب في الانتخابات. ويعد ميليباند الذي يعتبر "بليريا" أي يسير علي خطي توني بلير، هو المرشح المفضل للجناح اليميني في حزب العمال لكنه سيواجه علي الارجح تحديا من مرشح يميل الي اليسار مثل وزير الطفولة والمدارس والاسرة السابق ايد بولز الذي يرجح ان يحظي بدعم نقابات العمال. وقد يتحول سباق الزعامة الي شأن عائلي، وذلك لأن أقرب منافس محتمل لميليباند كما تشير التكهنات هو شقيقه الاصغر ايد (40 عاما) وهو وزير سابق للطاقة والتغير المناخي رغم انه لم يعلن بعد عن نواياه لخوض ذلك السباق، وذلك بعد أن أعلن الان جونسون وزير الداخلية السابق الذي كان يعتبر منافسا قويا محتملا أمس الأول انه لن يترشح وألقي بدعمه وراء ميليباند. ووصف جونسون ميليباند بانه "سياسي رائع" وقال لهيئة الاذاعة البريطانية " موهبته تكمن في قدرته علي صياغة افكار معقدة بلغة واضحة." ولم تقل الوزيرة العمالية المخضرمة هارييت هارمان التي تولت مؤقتا زعامة الحزب بعد استقالة براون ان كانت تعتزم الترشح علي رئاسة الحزب.