احتلت صور عناق الأخوين إدوديفيد ميليباند صدر الصفحات الأولي من أعداد الصحف البريطانية الصادرة أمس والتي افردت مساحات واسعة لنبأ اختيار الشقيق الأصغر زعيماً جديداً لحزب العمال البريطاني المعارض. الصور الصحفية للشقيقين تكشف عن مشاعر مختلطة بين عناق واحتضان وتنافس ونشوة بالنصر وإحساس بالهزيمة وفي الصور التي نشرتها الصنداي تايمز» يبدو ديفيد وكأنه غير مصدق أن شقيقه الاصغر هو من سرق منه الحلم وفي «الصنداي تلجراف» يغمض إد عينيه علي نصر تاريخي، بينما تنطلق من عيني ديفيد نظرة شاردة إلي الحلم الضائع وأفردت الإندبندنت صفحتها الأولي للصورة التي يبدو عليها إد وكأنه غير مصدق أنه فاز علي خصمه الشرس «شقيقه ديفيد». ونشرت الأوبزرفر صورة إد وحيداً وراح يلوح بيده لمندوبي حزبه قبل أن يلقي خطاب النصر كزعيم جديد للحزب. وأعلن إد ميليباند في خطاب النصر انه سيدافع عن مصالح الطبقة المتوسطة التي وصفها بأنها "مطوقة" بين الطبقات، مؤكداً أن جيلا جديدا عهدت إليه مهمة تغيير الحزب الذي يعاني من انهيار شعبيته. تعهد إد ميليباند في خطاب الفوز بتوحيد حزبه، مؤكداً أن الحزب سيكون صوت مئات الآف من الشباب في السياسة البريطانية في المرحلة الراهنة. وذكر ميليباند في مقال نشرته صحيفة" الصنداي تليجراف" البريطانية أمس، ان الحزب سيركز من الآن علي "استحداث بديل"، لكنه سيدعم ايضا الحكومة الائتلافية"عندما تكون علي حق" في قضايا التقشف وخفض الإنفاق الحكومي. وكشفت الصحيفة النقاب عما أسمته "صفقة الجرانولا السرية" بين الأخوين ميليباند، والتي تقول الصحيفة إنهما توصلا إليها خلال لقاء جمعهما في منزل إد مؤخرا وناقشا خلاله سُبل إنقاذ مستقبل الحزب والعلاقات العائلية بعد أن وصلت حدة التنافس بينهما إلي مستوي خطير، مشيرة إلي أن الشقيقين قررا إنقاذ مستقبل الحزب والعلاقات العائلية من خلال التوصل إلي صفقة علي غرار تلك التي أبرمها توني بلير وجوردون براون في أحد المطاعم شمالي لندن عام 1994 إثر تفاقم الخلاف بينهما علي زعامة الحزب في ذلك الحين. يذكر أن إد ميليباند، البالغ من العمر 40 عاما، كان يشغل منصب وزير الطاقة في الحكومة ذاتها، كما شغل أيضا منصب وزير البيئة. من جانبه، أكد شقيقه ديفيد ميليباند في وقت سابق أنه لن يترك العمل السياسي في حال عدم فوزه بزعامة الحزب. في غضون ذلك، قدمت البارونة سعيدة وارسي، رئيسة حزب المحافظين، الحزب الرئيس في الإئتلاف الحكومي الحاكم، التهنئة لإد ميليباند علي فوزه. في الوقت ذاته، نشر آلان جونسون، وزير الداخلية البريطاني السابق وأحد أبرز الوجوه في حزب العمال رسالة مفتوحة إلي إد ميليباند نشرتها صحيفة" الإندبندنت" البريطانية علي صفحة كاملة، متقدماً له بست نصائح حول ضرورة الاستغلال الحكيم لطاقات الحزب، والتعامل بحنكة مع العجز في الميزانية، والاستفادة من الاهتمام المتنامي بحزب العمال مؤخرا من أجل استعادة الثقة به، لاسيما إعادة من خسرهم الحزب في الانتخابات، مؤكداً أن زعيم حزب العمال الجديد في أمس الحاجة إلي نصائحه في هذا الزمن الصعب له وللعمال.