تحقيق التوازن بين متطلبات البيت والعمل والنجاح في كل منهما هدف تسعي اليه المرأة العاملة وتنجح فيه إذا أجادت تنظيم وقتها وتوزيع مسئولياتها وترتيب اوراقها. فقد أثبتت الأيام ان كثيرا من السيدات الناجحات في عملهن ناجحات ايضا في حياتهن الاسرية علي عكس النغمة التي يرددها البعض ليعودوا بالمرأة إلي الوراء متجاهلين الدور الكبير الذي تلعبه في التنمية الإقتصادية لاسرتها ولبلدها. ظهر ذلك التضارب في الافكار واضحا خلال المناقشات التي دارت في الندوة التي نظمتها إحدي شركات التجميل وحملت عنوان: المرأة العاملة وربة البيت ودعت اليها نموذجين لسيدات نجحن في تحقيق هذه المعادلة الصعبة. فهما ناجحتان في حياتهما المهنية والاسرية ومحتفظتان بجمالهما واناقتهما. النموذج الاول للمرأة العاملة الناجحة قدمته عزة فهمي مصممة الحلي الشهيرة التي نهضت بالصناعة المصرية إلي مرتبة عالمية, حيث لم تتردد في بداية حياتها من ترك الوظيفة الحكومية التي تشغلها كمصممة ديكور لتبدأ من الصفر كمتدربة في ورشة في خان الخليلي لتتعلم صناعة الحلي التي تعشقها. وبدأت عزة مشوارها برأس مال قدره ثلاثة جنيهات ليصبح لديها اليوم وبعد مشوار ثلاثين عاما عدة متاجر في مصر ودول الخليج, ومنتجاتها معروفة علي الصعيد العالمي ومصنعا افتتحته مؤخرا يعمل به170 عاملا وموظفا منهم نسبة كبيرة من النساء.. وبعد هذا النجاح شعرت بمسئولية تجاه مجتمعها المحلي فاتجهت إلي صعيد مصر, حيث افتتحت مشروعا في اسوان لتدريب الشباب علي الحرف التقليدية.. ومع كل هذا الجهد والعمل لم تنس يوما انها زوجة وام لابنتين ساعدتهما علي النجاح في حياتهما.. فعمل المرأة في رأيها يجعلها تحافظ علي صحتها ومظهرها بالإضافة إلي أنه يقلل الخلافات الأسرية التي كثيرا ماتنغص حياة أي ربة بيت ليس لديها مايشغلها سوي التفكير في الأمور البسيطة والسطحية.. وقالت عزة ان كل امرأة تستطيع ان تعمل سواء خارج المنزل أو من داخله اذا عرفت ماذا تريد ان تعمل, وتبنت مشروعا صغيرا تجيده مثل اعداد الوجبات الجاهزة أو تصميم الحلي أو العمل بالبيع المباشر من خلال الشركات التي يقتصر نشاطها علي هذا الشكل من البيع والتي تتيح فرصة للفتيات وربات البيوت علي تحقيق مكاسب مادية ورعاية اسرهن في نفس الوقت. ثم تحدثت سيدة الاعمال لولا زقلمة النموذج الثاني للمرأة العاملة الناجحة التي حصلت علي مكانة عالمية في العلاقات العامة والتسويق واختيرت كواحدة من افضل50 سيدة اعمال علي مستوي العالم العربي والعالمي, وحصلت علي العديد من الجوائز العالمية.. فهي ايضا بالرغم من انتمائها لعائلة صعيدية لاتشجع عمل المرأة الا انها بدأت العمل منذ حوالي50 عاما بتشجيع من زوجها الذي حثها علي العمل ليس لمساندته في الاعباء الأسرية ولكن لإدراكه التام بمدي اهمية العمل للمرأة, حيث انه يكسبها ثقة في ذاتها ويجعلها اكثر تفتحا علي العالم واكثر اهتماما بمظهرها واكثر قدرة علي مواجهة اعباء الحياة, فالتحقت بالعمل في شركة اعلانات ثم درست الاعلام وسافرت الي الولاياتالمتحدة لدراسة العلاقات العامة والتسويق والبحوث, وهو المجال الذي كان جديدا علي مصر وقتها وعادت لتؤسس شركتها الخاصة في هذا المجال ولتكون اول امرأة تمتلك شركة خاصة في مصر في مجال العلاقات العامة والتسويق, ولم يؤثر عملها علي حياتها الاسرية بل علي العكس قدمت لإبنتيها نموذجا رائعا للمرأة العاملة الانيقة فالتحقتا بالعمل معها وكذلك فعلت حفيداتها. وفي ختام الندوة اكدت كل من عزة فهمي ولولا قلمة أهمية العمل للمرأة لأنه يكسبها ثقة في نفسها ويمكنها اقتصاديا ويجعلها تشارك في تنمية بلدها. لكن المجتمع في حاجة إلي تغيير الثقافة الذكورية السائدة التي تجعل الرجل يعتقد ان عمل المرأة يؤثر علي بيتها وعلي تربيتها لابنائها, وعليه ان يتأكد ان عمل المرأة ونجاحها لن يؤثرا علي مكانته وصورته, بل علي العكس فالزوجة العاملة تكون اكثر اهتماما بمظهرها واكثر حرصا علي إتمام مهامها المنزلية علي أكمل وجه واكثر استغلالا للأوقات التي تقضيها مع افراد اسرتها و اكثر قدرة علي التحاور معهم.