كشفت دراسة أمريكية حديثة عن أن نجاح المرأة في عملها من أهم عوامل تحسين صحتها النفسية والبدنية مهما طالت ساعات عملها. وتعلق الدكتورة فوزية عبد الستار أستاذ القانون الجنائي بكلية الحقوق جامعة القاهرة علي الدراسة موضحة أن المرأة العاملة ناجحة أيضا أسريا لأنها أثبتت أن عملها لايشغلها عن أسرتها وواجباتها نحو زوجها وأبنائها برغم أن توزيع اهتماماتها وجهدها بين العمل والبيت يكون علي حساب راحتها وأوقات فراغها. كما استجابت قوانين العمل لهذا التوجيه فمنحت المرأة اجازة لرعاية الطفل لاتزيد علي سنتين لكل طفل, ومع ذلك يجب مراعاة السماح بمغادرة عملها في وقت مبكر نسبيا حتي تستطيع العودة إلي منزلها لرعاية أطفالها. أما الدكتور سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس فيؤكد أن عمل المرأة يضفي علي شخصيتها جدية, كما أن حرصها علي تحقيق انجازات يجعل شخصيتها أقوي, وهذا ينعكس علي شخصيتها في البيت ويجعل لديها روح القيادة بين أطفالها الذين يشعرون بأن للأم دورا مهما في المجتمع بشرط أن تحرص علي تحمل مسئولية الأسرة والعمل بشكل متوازن فإذا نجحت في ادارة وقتها وتنظيمه فستنجح في حياتها العملية والأسرية. ويضيف أن المرأة المصرية نجحت إلي حد كبير رغم أنها تواجه صعوبات كبيرة ولم تحصل علي الفرصة والراحة التي تمكنها من أداء واجباتها ولم تلق التقدير الذي يليق بها كعاملة شأنها شأن الرجل فعلي المجتمع أن يحرص علي عدة أمور هي: * احترامها كمسئولة عن العمل. * عدم التفرقة بينها وبين الرجل لأنها اثبتت جدارتها بالفعل. * يجب أن يكون حكمنا دائما موضوعيا وليس ذاتيا حتي لا نفضل طرفا علي الآخر. * معاملتها ككائن عضوي وليس ككيان معنوي أي تقدير جهودها بالعمل فقط وليس بالاعتبارات الشكلية الأخري. أما الدكتورة سلوي شعراوي جمعة الاستاذة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية فتري أنه ليس هناك علاقة بين العمل والنجاح الاسري, فهناك اسرة تدفع للنجاح وتدعم من خلال توزيع الأدوار داخل المنزل. وهناك أسرة أخري تدفع للفشل عن طريق إلقاء كل المسئوليات علي كاهل الأم دون مراعاة تعبها وعملها خارج المنزل. ومن الناحية العملية هناك امرأة عاملة وناجحة أسريا, ورجل فاشل في عمله وناجح أسريا, أو العكس فلايوجد علاقة بين الأسرة والنجاح في العمل. ويقول المستشار أشرف الدعدع رئيس منظمة الانتماء الوطني لحقوق الانسان إنه طبقا للمعايير الدولية, فهناك تأكيد علي ضرورة المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق حتي نضمن نجاح المرأة في العمل والبيت معا, وأول هذه الحقوق حقها في العمل وفي الأجر من نفس ساعات العمل, كما ان منظمة العمل الدولية تؤكد ضرورة المساواة بين المرأة والرجل وخروج المرأة للعمل والمشاركة في التنمية. كذلك فإن الأممالمتحدة تحرص علي أن يكون هناك دعم دائم للمرأة في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ويدخل ضمن ذلك حقها في العمل. والحقيقة أن المرأة تقلدت وظائف قيادية, وأثبتت جدارتها فهي قاضية وعميدة كلية ووزيرة وسفيرة ولم تفرط في حق المنزل.
