العام الماضي كان حادا في تقلباته وهو ما يجعل مهمة السياسيين في إعادة ترتيب البيت في2013 أكثر إلحاحا, ليس فقط لأن الكثير من الأزمات وصلت إلي نقطة الغليان. ولكن لأن توازنات القوي بين القطبين الأمريكي والصيني تتبدل سريعا وتفرض طرح الحلول قبل فوات الأوان. الشرق الأوسط يدخل العام الثالث من بركانه دون أن تستقر حممه. ورغم أن الصراعات السياسية في مصر وتونس وليبيا تدور في إطار محكوم إلا أن الأمر ليس كذلك في سوريا التي ينبغي التحرك سريعا للحيلولة دون أن يكون إنهاء نظام الأسد بداية لصراع طائفي ديني يهز المنطقة كلها. أزمة البرنامج النووي الإيراني أيضا اكتمل نضوجها وتحتاج إلي أطر واقعية للتعامل معها بعد نافذة الانتخابات الإسرائيلية في يناير وقبل انتخابات الرئاسة الإيرانية في يونيو علي أسس السماح بتخصيب إيراني محدود لليورانيوم تحت رقابة دولية شفافة والتزام بعدم التسلح النووي. القضية الفلسطينية هي الأخري لا تحتمل التأجيل لأن صلاحية حل الدولتين أشرفت علي الانتهاء. أوباما يسعي إلي انتصارات محلية في فترة رئاسته الثانية, لكن القضايا الخارجية تترصده أهمها صياغة المعادلة الكيميائية الصحيحة مع القيادة الصينية الجديدة بزعامة تشي جينبيج خاصة أن قنبلة كوريا الشمالية مرشحة للانفجار, وتحول البوصلة الأمريكية صوب آسيا يضعها علي خط المواجهة في نزاع السيادة علي الجزر بين الصين الصاعدة عسكريا وجيرانها. قدرة أوباما علي إدماج الصين في النظام الدولي بقواعده الحالية وجعلها طرفا إيجابيا في حل المشكلات ستعتمد أولا إلي إعادة ترتيب قواعد العلاقة الثنائية. منطقة اليورو ربما تكون علي مسار جديد يعالج مثالب التصميم الأصلي لكن الاتجاه نحو تعميق الفيدرالية بصبغة ألمانية مفرطة في توجهها التقشفي يخلق بدوره نزعات قومية رافضة واضطرابات اجتماعية تحتاج إلي تصويب العلاقات بين الشمال الغني والجنوب الأقل تنافسية حتي لا تهدد بتفكك المنطقة. الشرق الأوسط والصين وأمريكا ومنطقة اليورو متباعدة جغرافيا ولكنها تشترك في الحاجة الملحة لإعادة ترتيب البيت. المزيد من أعمدة سجيني دولرماني