التوطين هي كلمة السر لتعمير سيناء وتحويلها من صحراء الي أراض خضراء تنعم بالخير وبالمشروعات المختلفة في جميع المجالات. حيث تتمتع سيناء بتنوع كبير في ثرواتها. وتعمير سيناء وزرعها بالبشر ليس مجرد حلم اقتصادي ولكنه بعد آمني يرتبط بالأمن القومي المصري لذا يجب أن تتضافر الجهود لأنه لابديل عن ذلك. تحقيقات الأهرام تجولت في مدينة نخل بوسط سيناء للتعرف علي المشاكل التي تعوق مشروع التوطين.. في بداية جولتنا التقينا بنصر الله محمد نصر الله نائب رئيس مجلس مدينة نخل بوسط سيناء.. التابعة لمحافظة شمال سيناء الذي قال لنا بالنسبة لمركز ومدينة نخل فإن الكهرباء أصبحت تعمل علي مدي24 ساعة واليوم في المدينة هناك10 وحدات قروية مع اضاءة تجمعات بدوية من خلال وحدات الديزل ووحدات تعمل طوال اليوم وسوف يتم استبدال وحدات الديزل بالتيار الثابت خلال هذا العام والعام المقبل.. كما تمت الموافقة علي انشاء مستشفي مركزي لتقديم الخدمة الطبية للمركز والطريق الدولي السريع وقد تم اعتماد مبلغ33 مليون جنيه وخصصت له6 أفدنة وسيبدأ التنفيذ في يوليو من خلال القوافل الطبية التي تأتي من القاهرة وهذه القوافل متمثلة في جميع التخصصات وهي تذهب الي المواطنين في اماكن تجمعات البدو وفق برنامج محدد تساهم فيه القوات المسلحة. ويوجد الآن قافلة طبية من اتحاد الأطباء العرب في الفروع المختلفة. وبالنسبة للاسكان يتم تنفيذ خطة اسكان المشروع القومي وفي الخطة الأولي تم إنشاء12 ألف وحدة تمثل كل الطلبات المقدمة من الأهالي ومساحة الوحدة الواحدة72 مترا كاملة المرافق والوحدة عبارة عن غرفتين وصالة وحمام وهناك حوش كبير. يدور حول هذا المنزل وجار الآن بناء30 وحدة سكنية وسيتم تسليمها خلال5 شهور. ويشير إلي ان أهم الصناعات في منطقة الحسنة هي صناعة الأسمنت ويوجد مصنع آخر للأسمنت في منطقة بغداد وتعتبر نخل محورا تجاريا والخطة المقبلة هي دخول المستثمر في هذه المنطقة البكر. وسوف يتم طرح اراض للمستثمرين من3 فئات مختلفة بحيث تكون المنطقة الأولي والتي تقع علي الشوارع الرئيسية تختلف تماما عن المنطقة الداخلية وجميعها بأسعار زهيدة جدا. ويشير الي أن تعداد السكان في مدينة نخل يتراوح ما بين9 الي10 آلاف نسمة وطبيعة السكان في نخل هي الترحال( البدو) ومن أجل استقرار هؤلاء البدو سوف يتم حفر آبار حيث يتم زراعة من40 الي50 فدانا للبئر ومن هنا يكون هناك تجمع سكني للأسرة السيناوية حيث يجمع البئر الواحد حوله من10 الي15 أسرة.. وبالنسبة للسيول فإن البدو يعرفون جيدا مجري السيل فعندما يأتي السيل يبدأ الترحال.. ولكن بعد بناء المساكن في مدينة نخل بدأت عملية الاستقرار وأصبحت الزراعة المقامة علي الآبار العميقة مصدرا لرزق هؤلاء البدو ومن هنا بدأ العمل في أكثر من15 تجمعا سكنيا وهناك أكثر من50 أسرة مقيمة. وبالنسبة لمياه السيول يتم عمل سدود تصب في مجري السيل ويتم استخدامها في زراعة القمح والشعير ثم زراعة البطيخ, حيث قامت محافظة شمال سيناء بارسال254 طنا من القمح مجانا للمواطنين في فترة السيول وتم بدرها علي التربة بحيث يتم بعدها جني القمح ويستفيد منها جميع المزارعين. ويوجد في الحسنة ونخل مدرسة تجريبية لغات ابتدائي ومدرسة اعدادي ومدرسة ثانوي عام ومدرسة فني صناعي. كما يوجد10 وحدات محلية تابعة لمركز ومدينة نخل بشمال سيناء بها10 قري وبجوارها تجمعات من البدو الرحل. ويضيف المشكلة الحقيقية والأساسية لمركز ومدينة نخل تكمن في مصدر المياه ونحن نعتمد علي الآبار العميقة فاذا انقطع التيار الكهربائي عن البئر فتكمن المشكلة الحقيقية في عدم وجود مياه والحل في توفير خط مياه صالحة للشرب من السويس او العريش من ال خط ال1000 مم وذلك لحل هذه المشكلة تماما بناء مستشفي ويضيف نصر الله محمد قائلا نريد أيضا الاسراع في بناء المستشفي التي تم اعتماد مبلغ33 مليون جنيه لاقامة المستشفي المركزي لخدمة المركز والمسافرين الذين يذهبون الي نويبع وشرم الشيخ ودهب.. وكذلك نريد انشاء صيدلية تابعة للتأمين الصحي لصرف الأدوية التابعة لها لأن أقرب صيدلية هي العريش وتبعد عن مدينة نخل نحو150 كم وكذلك المواصلات في حاجة الي مشروع نقل جماعي. ومن أجل الاستغلال الأمثل لمياه السيول فلابد من الاسراع في انشاء سد في منطقة وادي الجرافي بمنطقة التمراني لحجز المياه والاستفادة منها لاغراض الزراعة والشرب بدلا من ضياعها هباء. ونطلب زيادة الخزانات الخرسانية الأرضية( الهربات) سعة الخرسانة الواحدة1000 مم. وحاليا.. تقوم محافظة شمال سيناء بتوزيع187 رأس غنم علي المتضررين من السيول ومبلغ200 ألف جنيه إعانات عاجلة و156 ألف جنيه ل306 أسر بواقع100 جنيه للفرد في كل أسرة. وبالنسبة للمتضررين من الزراعات في مدينة نخل فتم توزيع744 الفا و592 جنيها علي148 أسرة متضررة من فقدان الأشجار المثمرة التي أخذتها السيول, وبالنسبة لمدينة الحسنة تم توزيع المليون ونصف المليون جنيه للمتضررين من السيول. شركة مياه ويقول أشرف حمدان رئيس المجلس المحلي لمدينة نخل بشمال سيناء: نطالب الدولة بمد مياه الشرب من أجل تعمير وسط سيناء بواسطة شبكة مياه تأتي إلينا من السويس الي مدينة نخل ومدينة السويس الباسلة تبعد عنا بنحو120 كم. كما يجب البدء فورا في إنشاء آبار عميقة حتي تستطيع الأسر أن تستوطن حول هذه الآبار العميقة. ويقول الشيخ مبارك محمد من قبيلة اليتاهه.. أهم مطالبنا هي توفير آبار عميقة حتي يتم زراعة القمح والزيتون والطماطم وكل المزروعات لأن الأرض هنا بكر وخصبة وايضا نطالب بتوفير أراض للشباب. وبالنسبة للتعويضات لم يتم حتي الآن تعويض البدو عن الغنم التي أخذتها السيول. وتقول دلال سالم حسين ربة منزل وعندها7 أبناء: عندما جاءت السيول تهدم المنزل تماما وانتقلنا لمكان آخر يأويني أنا وأولادي وقد اقترضت من أحد الأشخاص حتي أقوم ببناء المسكن ولم أحصل من مجلس المدينة سوي علي100 جنيه لكل واحد من أفراد أسرتي. وبالنسبة للمرأة في مدينة نخل فأنا عندي3 بنات معهن شهادات مختلفة ولا أجد لهن أي وظائف وأبنائي موظفون براتب100 جنيه في الشهر وظروفي المعيشية صعبة. ويقول حسن محمد سليمان أبو قردود رئيس المجلس الشعبي المحلي لمركز ومدينة نخل وسط سيناء يحتاج الي تنمية حقيقية لأنه لم يأخذ حقه بعد مرور30 عاما علي استعادة الأراضي الطيبة إليه وقد تم إنفاق ملايين الجنيهات علي وسط سيناء في منشات ومشاريع قائمة حالية ولكن نريد تقديم خدمات ملموسة للمواطنين مثل توصيل مياه الشرب.