مللنا منكم ومن أفعالكم، التي لا تدل إلا على الهمجية والإسلام منها براء، ما سمعنا وما قرأنا في سيرة النبي الكريم صلي الله عليه وسلم أنه حرق مبنى، لأن ساكنيه من أهل الشرك، بل تربينا على أنه قدوة في السماحة. والقدرة على الحوار، قدوة حسنة ومنهج متكامل، للتعامل مع الكافر والمؤمن ،جنا وإنسا، نسينا منهجه، وتم تأليف منهج جديد من صنعنا، وأعددنا العدة لحرق السفارات، كأننا لا نمتلك سفارات في الخارج ولا مصريين عاملين فيها، وكأن الاعتداء على جنودنا هو عمل بطولي، يحث عليه الإسلام، كأنه صارهو الهدف، وعندي من الجرأة أن أرفض هذا المنطق البغيض، ومازلت أستخدم كلمات مؤدبة جدا، تنتهى بكلمة همجية، تلك التي قام بها من أرادوا حرق السفارات، والجنود المصريين، وما أدري في الحقيقة: هل كان يقطن هذا الحقير هناك؟ أم كان اللقطاء الذين قاموا بالتمثيل هم القانطين؟ مهلا سيدي وبعيدا عن اتهامي بالقيل والقال هو بالضبط ما يريدونه منا، أن نحرق، ونحترق، أن تقوم الفتنة بيننا وبين الأقباط، من ناحية ، وبيننا أيضا نحن المسلمين من ناحية أخرى، أن تسود الفوضى، ولن يكون هو العمل الأخير، فاللعبة في منتهى الذكاء، وهم يتقنونها أيما إتقان، فالذين يلعبون هذه اللعبة الحقيرة يستندون لحرية الرأي، وهو ما صرح به بالأمس، رئيس وزراء فرنسا ، فض فوه قائلا: (على المتضرر اللجوء للقضاء)! مع أن هذه الحرية تفرق بين مقدسات المسلمين، ومقدسات غيرهم، فنراها تدافع عن استباحة الإسلام، أما الآخر فمعاداة السامية هي التهمة المعدة سلفا وتعرف طريقها. ولكنه الإسلام الذي احترم الأديان والعقائد الأخرى، ولذلك أصبح ضروريا أن تثار هذه القضية أمام الأممالمتحدة، قبل حدوث ما لا تحمد عقباه، فالهدف واضح، ورائحة العفن تطل من التخريب الحادث عندنا لا عندهم ونحن ببساطة نريده تخريبا لديهم، ولن يتأتى ذلك عن طريق حرق سفاراتهم في بلدنا, ولا عن طريق الهجوم بإطارات السيارات المشتعلة والمولوتوف على جنودنا، فليس هم من قاموا بالعمل الحقير، فلماذا نحاربهم؟ ولماذا لا يكون الاحتجاج بإجراءات قانونية على مستوى المحافل الدولية، بدلا من إتلاف الممتلكات، أو تدمير السفارات، فذلك عمل يتنافي مع أخلاقيات الإسلام، ويأباه الرسول صلى الله عليه وسلم ما الذي يمنعنا نحن المسلمين من حماية أنفسنا وحفظ عقيدتنا ؟ لماذا لا نستخدم سلاح المقاطعة، الذي استخدمه أعداء الاسلام منذ 14 قرنا، حينما اضطر من اعتنقوا الاسلام في بداية الدعوة، لأكل ورق الشجر طعاما لهم لماذا لا نقاطع بضائعهم ؟ رحم الله الملك فيصل حينما قال أثناء حرب أكتوبر 73 :( إذا كان البترول سيهدر كرامتنا فسوف نردم آباره، ونقيم في ظل نخلة، ونعيش على التمر واللبن). فالتصرف الحقيقي يقتضي من جميع المسلمين أن يتوحدوا، ويجمعوا صفوفهم وإمكاناتهم البشرية والمادية، للتصدي لكل من يظهر معاداته للاسلام والمسلمين، ولو لمرة واحدة وسنرى حينها أننا صرنا من أقوى الأمم، بل أقواها بالفعل ، فهل نستطيع، أم تراني مازلت أحلم؟! [email protected] المزيد من مقالات أيمن عثمان