* مدير الآثار الإسلامية حالة المبانى ليست سيئة ولكنها تحتاج إلى الترميم مخطئ من يظن أن قلعة قايتباى هى الطابية الوحيدة فى الإسكندرية، فموقع المدينة الساحلية على البحر الأبيض المتوسط جعلها بوابة رئيسية يحاول غزاة مصر اختراقها، وهو ما دفع حكام مصر على مر العصور إلى الاهتمام بتحصينها وإحاطتها بالأسوار والأبراج والقلاع، وتزايد هذا الاهتمام فى عهد محمد على فى بداية القرن التاسع عشر، حيث وصل عددها إلى خمس وعشرين قلعة. وبمرور السنين والقرون اندثرت أغلب هذه الطوابى وزحف إليها العمران، إلا أن عددًا منها مازال صامدًا يحتفظ بكثير من ملامحه التى تحكى تاريخ المدينة التى حظيت بأهمية سياسية وعسكرية عظمى منذ تأسيسها على يد الإسكندر الأكبر، وسجل أغلبها لدى وزارة الآثار؛ ومن أبرزها طابية كوسا باشا شرق المدينة، التى يقطنها عدد من أسر العمال السابقين لقوات حرس السواحل، وتعانى من تدهور المبنى بسبب عوامل التعرية وانعدام الصيانة، فضلا عن التعديلات التى أجراها السكان التى تشوه السمات الأصيلة لهذا النوع من العمارة الدفاعية. وفى غرب المدينة تحولت طابية الدخيلة إلى مكان مهجور متهدم، يرتاده الخارجون عن القانون ومتعاط و المواد المخدرة، لا تلقى اهتمامًا كونها غير مسجلة لدى وزارة الآثار، وبالقرب منها تقبع دانة ومدفعان ملقاة على الشاطئ، بقيا من المدافع التى جلبها محمد على باشا لتحصين الطابية من الغزاة. وهو ما دعانا إلى سؤال محمد متولي، مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالإسكندرية والساحل الشمالى حول هذه الطوابى فبادرنا بقوله : إن مركز هندسة الآثار والبيئة التابع لكلية الهندسة جامعة القاهرة انتهى من أعمال توثيق جميع الطوابى فى المدينة عدا طابية الدخيلة كونها غير مسجلة بوزارة الآثار، مؤكدًا أن المبانى فى صورة ليست سيئة ولكنها تحتاج إلى الترميم. كما أن منطقة أبو قير شرق المدينة، تقع بها خمس طوابى وهما «برج 2، وبرج 3، وبرج 4، والطابية الحمراء، وكوسا باشا»، وفى وسط المدينة تقع طابيتا باب رشيد والنحاسين بالإضافة إلى البرجين الشرقى والغربي، أما غرب المدينة فيوجد طابية الورديان أو ما يطلق عليها «أم قبيبة» ، والطوابى الموجودة فى وسط المدينة وتحديدًا فى حديقة الشلالات، سوف يتم ترميمها بالتعاون مع المنطقة الشمالية العسكرية فى إطار تطويرها للحديقة التاريخية، لافتًا إلى أن إحدى هذه الطوابى وهى «النحاسين» كان قد تم ترميم أجزاء منها بواسطة بعثة أثرية تابعة للمركز الفرنسى للدراسات السكندرية، فيما سيتم تطوير المتبقى فور توافر المخصصات المالية. من جانبه، يقول الدكتور إسلام عاصم، مدرس التاريخ الحديث والإرشاد السياحى ونقيب المرشدين السياحيين السابق، إن طوابى مدينة الإسكندرية تحمل تاريخا يصور كفاح المدينة ضد الغزاة، حيث إن موقع المدينة الساحلية جعلها هدفا مهما فى أى هجوم تشهده مصر وخاصة خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية. ويؤكد نقيب المرشدين السياحيين السابق بالإسكندرية أن هذه الطوابى يمكنها أن تنشئ نوعا جديدا من السياحة فى مصر وهى السياحة القائمة على الحروب، والتى تغيب عن القطاع السياحى فى مصر، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الكتب والدراسات الأجنبية وخاصة من باحثين إنجليز اهتمت بهذه المواقع العسكرية ورصدتها.