وسط حضور 2000 مدعو من مختلف دول العالم من بينهم رؤساء دول ووزراء ومبعوثون دوليون، استهلت الجلسة الافتتاحية لمنتدي شباب العالم بأغنية شبابية حملت اسم «حلم العالم» ضمت 12 مطربا عالميا من دول مصر والجزائر واليونان وروسيا والكويت والبرازيل والهند وكينيا وإيطاليا تناولت كلماتها حلم شباب العالم بمكان آمن يسوده الاستقرار والسلام. وتضمنت كلماتها «كلنا مولودين من نفس الأب ونفس الأم وفي مركب واحدة هنوصل لبر الأمان»، و»نحلم بمكان فيه كل اللي بنتمناه ومنتحججش بأي ظروف وشباب جاي من كل مكان في الكون علشان مستقبل أجيال يبعت رسالة خير من أرض الأمان.. أرض السلام» وسط تفاعل وتصفيق من الحضور. وقد تحدثت عقب ذلك الناشطة راشيل سيباند من ملاوي المتخصصة في مجال ريادة الأعمال، حيث وجهت تحية للقارة الإفريقية، وقالت: إنها قامت بتدريب 80 ألف شاب وامرأة علي مهارات الابتكار والاختراع ، وأعربت عن أملها في إيجاد جيل من الشباب يتولي الريادة ويكون له إصرار علي السعي لخلق فرص عمل. واستعرضت راشيل قصة فتاتين تدعيان ربيكا وجيم قامتا باختراع إنسان آلي يستطيع الوصول إلي مياه الشرب الجوفية وحصلتا علي المركز الأول في مسابقة دولية بالولايات المتحدة، كما استعرضت قصة شاب صغير يدعي بناشي عمره 10 سنوات ضمن أحد مئات الأطفال الذين تم تدريبهم علي الابتكار، حيث قام بابتكار تطبيق متحرك يعلم الأطفال كيفية التحدث وحول النصوص إلي كلمات وفاز في مسابقة تكنولوجية دولية ودخل في رابطة المطورين التكنولوجيين بوادي السيليكون. وطالبت راشيل بضرورة رعاية الأطفال المبتكرين الذين يقدمون كل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا وتوفير الحوافز لهم ، كما رحبت راشيل بالطفل بناشي علي مسرح الجلسة الافتتاحية للمنتدي، حيث أعرب عن سعادته بالانضمام لفريق المبتكرين في مؤسسة الفيسبوك. ومن جانبه ، تحدث الشاب سهيل اليمني، حيث استعرض ، بنبرة يعتريها الحزن ، ما تمر به اليمن من تحديات وويلات الحروب لأكثر من عامين شردت أكثر من 5 ملايين طفل وأغلقت 70% من المدارس ، مشيرا إلي أن اليمن أصبحت علي حافة الهاوية. وأعرب سهيل عن إيمانه بأن جميع مشاكل العالم سببها إهمال التعليم سواء الإرهاب أو زواج القاصرات أو الاغتصاب أو تجنيد الأطفال أو الاحتباس الحراري أو الفقر أو الرشوة والفساد ، مؤكدا أن جميع هذه المشاكل يمكن القضاء عليها من خلال التعليم وخاصة تعليم الفتاة ، مشيرا إلي أن الأم المتعلمة لا يمكن أن تقبل أن يكون فلذة كبدها إرهابيا أو جاهلا أو مسئولا فاسدا أو مغتصبا. وأكد أن تعليم الفتاة يحتاج للدعم المكثف للخروج بالفتاة اليمنية من نفق الجهل والصعوبات لبناء جيل خال من الإرهاب والجهل ، مؤكدا علي شعار «التعليم من أجل السلام». ومن جانبها ، تحدثت مصممة الجرافيك غادة والي من مصر، حيث قالت إن التواصل بين البشر 3 أنواع حركي وصوتي وجرافيك، مشيرة إلي أن المصري القديم كان متواصلا مع الطبيعة وأنه اخترع الورق والألوان. وأضافت أن مصر مرت بفترات من النهوض شهدت خلالها طفرة في مجال التواصل البصري وخاصة خلال العصر القبطي. وأكدت أن صوت الصورة في الكثير من الأحيان يكون أقوي بكثير من صوت الكلام. وأشارت إلي أن الصور مهمة في التوعية في مختلف المجالات ، فضلا عن تعزيز صورة المرأة العربية ، بالإضافة إلي أهميتها في حل الكثير من التحديات التي تواجه العالم خاصة أزمة اللاجئين. وأعربت عن أملها في أن يسهم عملها في نشر الأمل والسلام في العالم وأنها تحلم بخلق ثورة في مجال التواصل البصري باعتباره ملهما في ربط الشعوب بعضها البعض. وأكدت أن شعبا عرف السينما والفنون منذ عشرات السنوات لا يمكن أن ينتج إرهابيين. كما تحدثت الشابة العراقية لمياء حجي بشار عن معاناتها بسبب ويلات الإرهاب في العراق، مشيرة إلي أن داعش قام باختطافها لمدة 20 شهرا تعرضت خلالها لكل ألوان العنف والاضطهاد والانتهاك. وروت قصة محاولات هروبها من قبضة الدواعش عندما تم بيعها في سوق العبيد في سوريا والموصل وكانوا يعاقبونها في كل مرة تحاول الهروب، مشيرة إلي أنها حاولت الهروب خمس مرات ، مؤكدة أنه كان هناك آلاف الفتيات في عمرها أو أصغر منها يعانين من نفس الأوضاع. وأضافت أنها خلال المحاولة الأخيرة للهرب انفجرت عبوة ناسفة في السيارة التي كانت تستقلها بصحبة 3 فتيات أخريات قتلن جميعا جراء الانفجار وأصيبت هي بجروح خطيرة لتقرر بعدها أن تجوب العالم وتحكي قصتها حتي تكون صوتا لكل هؤلاء الأطفال والنساء الذين لا تزال معاناتهم قائمة. وأضافت أنه لا يزال هناك 3500 فتاة إيزيدية بين يدي جماعة داعش الإرهابية من بينهم أفراد من أسرتها ولم يتم إنقاذهم. وأكدت أنها شاركت في المنتدي لتبعث برسالة حول أهمية الوقوف أمام الإرهاب، مشيرة إلي أن كل شباب العالم يأمل في مد جسور السلام والخير والتفاهم ، مطالبة كافة دول العالم بمكافحة الإرهاب والتطرف حتي يعيش العالم في سلام. وقد تحدثت أيضا كارينا ألراي من الإكوادور تعمل في مجال الإنشاءات، حيث استعرضت أهمية التواصل بين الشباب من مختلف دول العالم، مشيرة إلي أن الشباب يلعبون دورا مهما في العالم خاصة في اتخاذ القرارات. وأضافت أنها تشارك في المنتدي من أجل استعراض تجربتها في توفير المساكن لغير القادرين من خلال تدوير المخلفات، مشيرة إلي أن هذه المشكلة أصبحت تؤرق العالم بشكل كبير. وأشارت إلي أهمية أن يعمل الجيل الحالي من أجل تبادل الأفكار وإيجاد الطرق والوسائل التي تمكن من العيش في حياة أفضل وأكثر استقرارا. كما تحدث أيضا محمد إبراهيم علي من مصر ، من أشهر مصممي المؤثرات البصرية في هوليود والذي شارك في تصميم العديد من الأفلام العالمية مثل فيلم بات مان وهاري بوتر ، حيث طالب بأهمية التفكير في طموح الشباب ودفعهم للابتكار وبث الأمل في نفوسهم ، مشيرا إلي أهمية التعليم ودعم الشباب في مختلف المجالات والتواصل معهم وإيجاد الحلول المبتكرة لمشكلات التواصل معهم. وقد تحدثت أيضا الممثلة الأمريكية الشهيرة هيلين هانت ، حيث تقدمت بالشكر للقائمين علي المنتدي من مئات الشباب المصري، كما أكدت أن مصر هي مهد الحضارة وأم الدنيا. وأشارت إلي أنها كرست حياتها لأن تكون أما وأن توجه الأفلام الأمريكية بشكل مثالي في هذا المجال، مشيرة إلي أنها تشعر بالفخر للتحدث باسم المرأة ، مضيفة أن صفات الأم هي الهدوء والشفافية والتضحية والاستماع الجيد. وأوضحت أنها كانت شاهد عيان علي تجمعين مشابهين لمنتدي شباب العالم وقد خرجا بحلول واقعية تم تنفيذها علي أرض الواقع. وأكدت دعمها لنساء العالم وطالبت الرجال في مختلف دول العالم بالوقوف أمام الاغتصاب والتحرش الجنسي وأن يدعموا بقوة نساء العالم من خلال التوصل إلي اتفاق لوقف هذه الجرائم. كما تحدث أيضا إخيم شتاينر، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، حيث أكد سعادته البالغة بالمشاركة في المنتدي الدولي للشباب، منوها بخالص الشكر للقيادة المصرية، لتدشين مثل هذا المؤتمر. وأوضح، أن شكاوي الضحايا تتوافق مع مساعي الأممالمتحدة، والمبادئ التي أسست عليها.وأشار إلي أن التحديات التي يواجهها العالم حول الإرهاب تهدد مصير البعض، مشيرًا إلي أن التواصل العالمي أصبح مهما للغاية، لتفادي سقوط المزيد من الضحايا. وأشاد بوجود المزيد من الشباب من أصحاب الرؤية المختلفة لإعانة الضحايا واللاجئين، مشددًاعلي أن الأممالمتحدة تشجعهم علي التعددية والإيمان بأن العالم يتسع للجميع. وأعرب عن رجائه بأن يؤمن شباب العالم، بأن ميثاق الأممالمتحدة كتب من أجل الشباب، راجيًا ألا يفقد الشباب إيمانهم بميثاق الأممالمتحدة. وتوجه المبعوث الشخصي للأمم المتحدة بالتهنئة لمصر علي هذا المؤتمر، متمنيًا للمؤتمر وللقائمين عليه النجاح الكامل.
«عنوان المراسلات» فيلم وثائقى يستعرض قصص نجاح شباب اللاجئين
شهدت الجلسة الافتتاحية لمنتدي شباب العالم فيلما وثائقيا بعنوان « عنوان المراسلات» يحكي قصص نجاح لشباب اللاجئين من مختلف دول العالم ويستعرض معاناتهم بعد فرارهم من ويلات الإرهاب والحروب ودور الموسيقي في جمع الشعوب وبث الأمل والسلام في العالم. وقد قدم الفيلم الوثائقي الطالب ياسين الزغبي والفنان أحمد منيب سلام، حيث استعرض الفيلم لقطات لعدد من اللاجئين في بعض الدول من بينها سورياوالعراق.كما تناول الفيلم آمال وطموحات الشباب اللاجئين في الحصول علي فرص عمل.