وقد أصبحت مهمته أسهل بعد أن أصبح رئيسا للجمهورية, فالسلطة تشكل قدرة جذب كبيرة علي النساء لايمكن مقاومتها بالنسبة لقسم كبير منهن .. فالسلطة مثل الراية الحمراء أمام ثور في الحلبة! ويؤكد دانييل جامبا مؤلف كتاب شريك متميز في الحديثأن ميتران لم يكن يقبل أبدا أن يتدخل أحد في شئونه العاطفية وأن ذلك كان يطرح بعض المشكلات للأجهزة الأمنية. كان ميتران يملك عينين تعملان كالرادار, حيث كان يلتقط الوجوه النسائية التي تهمه حتي في حالة وجود جمع غفير, وكانت عملية التعارف تبدأ بسلسلة نظرات سرعان ما تتطور بمبادرة من ميتران إلي دعوة لتناول طعام الغداء في قصر الإليزيه حول مأدبة لا يكون حولها سوي الرئيس وضيفته! ورغم ذلك يؤكد المؤلف أن الحراس الخاصين المكلفين بحماية الرئيس- وهو واحد منهم- لم يروا ميتران يقترب من أي امرأة: لم يره أبدا وهو يحدد موعدا.. لقد كان يكتفي ببضع كلمات مثل هاتفيني أو إلي اللقاء.. وفي مرات قليلة ربما يعطي بطاقة صغيرة أو يتسلم مثلها. ويفرد الكتاب صفحات للقصة التي هزت مشاعر الرأي العام الفرنسي وهي قصة مازارين الابنة غير الشرعية لميتران التي كان قد أعلن أبوتها خلال السنوات الأخيرة من حياته واصطحبها معه في آخر رحلة له إلي مصر والتي سبقت وفاته بأسابيع قليلة. ومن خلال قصة مازارين تتفرع قصة أخري يتحدث عنها المؤلف وهي قصة الكاتب الفرنسي جان أدرنالييه الذي كان أول من تحدث علنا عن وجود الابنة غير الشرعية لميتران, ويقول دانييل جامبا إن أدرنالييه تعرض لمؤامرة كان قصر الإليزيه وراءها, وأن الأجهزة الأمنية كانت تتنصت دون إذن قضائي لجميع مكالماته الهاتفية قبل أن يلقي حتفه في حادث دراجة. وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: الشر يكشف عن وجه صاحبه مهما ارتدي من أقنعة! المزيد من أعمدة مرسى عطا الله